من حب الصوف إلى إبداع “الأميجرومي”.. حلم يتجسد بالصبر والمثابرة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – آلاء هشام عقدة:

منذ أن كانت في السادسة من عمرها، كانت وسام غصنة تراقب عن كثب أختها وهي تحيك الصوف، وتحاول تقليدها بكل شغف. رحلة طويلة بدأت من تلك اللحظة البسيطة، لتصبح وسام اليوم متملكة فنون الكروشيه والأميجرومي.
ورغم التحديات المادية التي واجهتها، استطاعت أن تحول موهبتها إلى مصدر دخل لها ولأسرتها، لتثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن يحققا الكثير، حتى في أصعب الظروف.
منذ سن مبكرة، بدأت وسام غصنة رحلة اكتشاف موهبتها في فنون الصوف والكروشيه، تقول وسام في حديثها لـ”الحرية”: “كنت أراقب أختي وهي تحيك الصوف بالسنارتين وأحاول تقليدها بكل ما أستطيع، تطورت موهبتي تدريجياً بدعم من أسرتي بعد وفاة والدتي، شغفي وحبي لهذه الحرفة ينمو مع مرور الوقت.
وتابعت: في سن الخامسة عشرة، بدأت بتصميم ملابس الكروشيه والتريكو، لكن هذه الموهبة لم تجد لها مجالاً واسعاً في ظل الظروف الأسرية، إذ بقيت حبيسة المنزل لفترة طويلة، ولكن مع مرور الزمن وضيق الأحوال المادية، قررت  أن أستثمر موهبتي لتحسين وضعي المالي بسبب الأوضاع الصعبة، فقررت أن أبدأ في صنع ملابس كروشيه وتريكو، وبفضل متابعة الفيديوهات التعليمية على اليوتيوب، تمكنت من تطوير مهاراتي وتحسين أعمالي بشكل ملحوظ.
وأضافت: من متابعتي اليوتيوب لتطوير عملي أحببت فن “الأميجرومي”، وهو فن إنشاء ألعاب وشخصيات صغيرة تشبه أصحابها من الخيوط باستخدام السنارة. تقول: أصبحت مغرمة بصنع ألعاب الأميجرومي، لأنها تمثل متعة وإبداعاً في نفس الوقت، رغم أن هذه الأعمال تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، ومردودها المادي لا يزال محدوداً، حيث تعمل بناءً على الطلب، ما يجعل كل قطعة تأخذ وقتاً طويلاً من العمل الدقيق.
وأوضحت: أن الأدوات التي تستخدمها بسيطة، مثل السنارة والصوف والدكرون للحشي، بالإضافة إلى أسلاك معدنية ودعائم خشبية، وبعض الإكسسوارات مثل الأزرار والدانتيل والسيليكون.
ولفتت إلى أنه لم تتح لها الفرصة للمشاركة في أي معارض فنية بسبب الضيق المادي، وتطمح في المستقبل إلى فتح محل صغير لعرض أعمالها، وأن تشارك في معارض سورية وعربية لتسليط الضوء على موهبتها وإبداعها، مشيرة إلى أنها تحلم بأن يتعرف الناس على أعمالها، فالمعارض تعتبر وسيلة مهمة للتواصل مع جمهور أوسع وإيصال فكرة وفن الأميجرومي.

عزيمة وإصرار..
مع عزيمتها وإصرارها، تبدو وسام على يقين أن المستقبل يحمل لها المزيد من الفرص لتثبت للعالم أن الشغف والإبداع يمكن أن يتحولا إلى مصدر دخل ومستقبل مشرق.

Leave a Comment
آخر الأخبار