الحرية – وداد محفوض:
يشكل علي كامل محمود بأنامله فناً خارجاً عن المألوف وبإبداع أخاذ، قطعاً خشبيةً ولوحات فنية تجمع بين الأصالة والابتكار، وتمزج بين جمال الخط العربي والديكور صمديات المنازل وإطارات الصور والمرايا والإضاءة وأدوات الطبخ وغيرها الكثير من الأعمال. وظهرت موهبته باستخدم الأخشاب الطبيعية المحلية كخشب الزيتون والتوت والسنديان والزنزرخت، كما أضاف مواد أخرى مثل الريزن لتخرج قطعاً فنية رائعة تزين البيوت وتُهدى في المناسبات.
الحرف اليدوية
صحيفة “الحرية” التقت المدرس في المدرسة الثانوية الصناعية بالدريكيش والحرفي علي كامل محمود ابن قرية قنية جروة التابعة لمنطقة الدريكيش، الذي قرر أن يحقق حلمه في عالم الحرف اليدوية والفن، بدأ منذ ست سنوات في مجال صناعة الأعمال اليدوية، ليصبح مثالًا حياً على الإصرار والطموح.
وأكد محمود أن بداية رحلته، كانت من الموهبة التي منّ الله عليه بها وهي إتقان فن الخط العربي والرسم، وامتلاك نظرة فنية خاصة تجعله يرى مكمن الجمال في كل شيء حوله، فحبه للفن والديكور دفعه لتوجيه طاقته نحو ابتكار أشياء جميلة، ونوه أنه اختار الخشب الذي يعشقه ويحب خصائصه، إضافة إلى حبه العميق للطبيعة التي يعيش فيها وهو جزء منها.
ابتكارات
وأشار إلى أن الرحلة بدأت قبل ست سنوات، حينما اتخذ قراراً بتطوير موهبته، رغم تأخرها، إلا أنه وضع لها مراحل متتالية بدءاً من تعلم أساسيات الحرفة ومعرفة أدواتها، وصولًا إلى امتلاك مشغل خاص به، فأصبح مكاناً لتطوير مهاراته وصقلها، منوهاً بأنه بات قادراً على تصميم أعمال أكثر تعقيداً وابتكاراً كلما تطورت أعماله، زاد طموحه في تحقيق الأفضل والأجمل.
وذكر أنه من خلال شغفه باستخدام بقايا الأشجار الخشبية اليابسة والخط العربي ودقة التنفيذ، مكنه من تطويع الخشب بين أنامله وتصميم مجسمات خشبية متنوعة تقدم كهدايا وتحف وتذكارات في شهر رمضان المبارك وعيد الأم وغيرها من المناسبات، ونوه محمود بأن معظم مشغولاته الخشبية تعتمد على إبراز جمالية الخشب مع المحافظة على شكله ورونقه الطبيعي بطابع خاص ومميز.
تحديات
ولفت إلى أنه رغم التحديات الكثيرة التي واجهها في مسيرته، إلا أنه اعتبرها جزءاً من رحلة النجاح، ولكنه لم يستسلم لها وأصر على إكمال ما بدأ به، وذكر محمود تجربته الشخصية التي تلخص الإصرار والإرادة، أنه تقدم في عام 2004 لدراسة فن الأعمال اليدوية في معهد المدرسين لكن لم يتم قبوله لعدم وجود “الواسطة” على حد تعبيره، لكن بالعزيمة والطموح، تمكن من تحقيق حلمه، وإثبات ذاته من خلال مشغولاته التي تُرضي ذوق من يقتنيها.
وعن تسويق أعماله، أشار محمود إلى أنه يسوق منتوجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها جزء أساسي من نجاح أي مشروع، وأحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت في نجاحه، فاستطاع أن يجد لنفسه مكاناً مميزاً في هذا الفضاء الافتراضي، سواء في سوريا أو خارجها، وهو ما ساهم في انتشار أعماله حيث يقوم بتصميم الأعمال تبعاً لطلبات الزبائن.
الإصرار والطموح
وفي ختام حديثه أكد على أهمية الإصرار والطموح في تحقيق الأحلام، رغم جميع الظروف الصعبة التي قد يواجهها أي شاب طموح، وضرورة التحلي بالأمل لأن الإبداع والمثابرة يمكن أن يتغلبا على أي عقبة، وأن النجاح لا يتطلب إلا الإرادة الصلبة والرغبة في التميز.