الحرية – راتب شاهين:
يتخذ الصراع بين الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية شكلاً جديداً، إذ أعلنت محكمة العدل الدولية أن بلجيكا قدّمت رسمياً إعلان تدخل في الدعوى المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد «إسرائيل»، والتي تتهم «تل أبيب» بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، في سياق حملتها العسكرية على قطاع غزة.
في كل مرة تستطيع «إسرائيل» القفز فوق القوانين الدولية، إلّا أن دولاً جديدة تنضم إلى قائمة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، في مسار لا بدّ أن يصل في النهاية إلى إقرار الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
المؤسسات الدولية بين الضغوط والرسالة الإنسانية
ما يميز المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية عن سابقتها هو إنشاء الدول لمؤسسات دولية تهدف إلى تحقيق الأمن والسلام لكل الشعوب، ومنع العودة إلى شريعة الغاب التي يهيمن فيها القوي على الضعيف، غير أن المسار الإيجابي لهذه المؤسسات كثيراً ما يُعاد توجيهه بفعل قوى دولية متحكمة، عبر المال أو الضغوط السياسية أو فرض عقوبات غير شرعية على القائمين عليها، بهدف التحكم بقراراتها بعيداً عن الوقائع والقوانين الدولية.
ورغم محاولات بعض الدول الضغط على المؤسسات الدولية لمحاصرتها وتهميشها، إلّا أن دور هذه المنظمات يبقى قائماً في توثيق الاعتداءات والجرائم ضد الإنسانية، لتفتح صفحات الانتهاكات الجسيمة في الوقت المناسب.
المجتمع الدولي أمام اختبار العدالة
المجتمع الدولي، الذي وصل إلى نظام مدني بعد حروب وصراعات ومداولات طويلة، يتعرض اليوم لضغوط قد تجعل من مهمة مؤسساته مجرد ذكرى أو أدوات تُستخدم ضد دول ضعيفة لا حول لها. وعندما تكون المؤسسات الدولية نفسها في خطر، فإن العالم يسلك طريق الانحدار نحو العتمة، ولا يجوز أن يبقى الكيان الإسرائيلي خارج دائرة المحاسبة.