إسرائيل” الشر المطلق “.. الشعب السوري لن يسمح لإسرائيل باحتلال أرضه  فما هي خيارات الرد ؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية : يسرى المصري:
من الصعب تصور ” الشر المطلق ” لكنه يتجسد بكامل أوصافه بكيان “إسرائيل ” فمنذ اللحظة الأولى للتحرير عمدت” إسرائيل ” لاستغلال الوضع وإعلان رفضها لإدارة جديدة تدعم الاستقرار ووحدة الأراضي السورية  . ورغم الهدوء والتأكيد على إعمار سورية وعدم زجها بمشاكل مع الإقليم  نشرت إسرائيل الفوضى وعمدت إلى التوغل ضمن الأراضي السورية ..فكان  الرد من  السوريين بالتأكيد على وحدة الأراضي والجغرافيا السورية ورفض تمدد الاحتلال والتمسك بالاتفاقيات الدولية ومواصلة العمل وفق قاعدة أنّ سوريا وطن للجميع وأنها لن تقبل القسمة أبداً ..وبناء عليه جرت لقاءات مع كل أطياف المجتمع السوري وزيارات ميدانية لعدد من المحافظات السورية .. للتركيز على مبادئ حماية الأقليات ورفض التقسيم أو الفدرالية.
اليوم..باتت إسرائيل تشكل خطراً كبيراً ومتزايداً على استقرار سوريا  ما يعني ضرورة الالتفاف حول مشروع وطني جامع يحافظ على وحدة سوريا وسيادتها، بعيداً عن الأجندات الخارجية.
لم تكتفِ إسرائيل بصناعة الفوضى في سوريا وبث تصريحات مسمومة بفرض سيطرتها على المنطقة العازلة القائمة بموجب اتفاقيات وقف النار بعد حرب تشرين الأول في هضبة الجولان، بل سعت إلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولم تقصر الأمر على مجرد وجود وإعلان أنه مؤقت إلى أن تستقر أوضاع سوريا لكنها صارت تعلن أنّ احتلالها لبعض المناطق سيبقى دائماً.

والأدهى أنها صارت تتطلع إلى إنشاء نوع من الإدارة المدنية العسكرية في مناطق احتلالها الجديدة وتنظيم حياة الناس فيها بربطهم باقتصادها من خلال فتح آفاق تشغيل، وتفاقمت الرؤية الإسرائيلية لهذا الاحتلال من خلال اللعب على التنوع الطائفي بالجنوب السوري وخصوصاً ادعاء حماية الدروز في السويداء وقراها.
الرد السوري
سوريا تتخذ خطوات لتحقيق وحدتها القومية والوطنية وهذا مهم للغاية”..وما لم تتوقعه “إسرائيل ” عنفوان الشعب السوري وتاريخه والتصاقه بوطنه ومعرفته لعدوه لم تترك لإسرائيل فرصة. فقد انطلقت مظاهرات في أغلب المناطق المحتلة حديثاً وبدأت الأصوات بالارتفاع مطالبة بتنظيم مقاومة لطرد “العدو” بل واستلهام تجربة قطاع غزة وجنوب لبنان. وهذا ما جرى تحديداً في مظاهرات جابت العاصمة السورية مطالبة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب ومحاولته تقسيم الوطن.
وبعد الغارات الأخيرة خرجت مظاهرات ليلية في مدينة دمشق عقب الغارات الجوية الإسرائيلية على الجنوب، حيث ندد العشرات من الشبان بالعدوان، وجابت المظاهرات المزة وصولاً إلى ساحة الأمويين وسط العاصمة.

حماية وإحباط
وبالطبع لا يروق هذا لإسرائيل حيث أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الفائت، خلال حفل تخريج دورة ضباط قتاليين، أن قوات الجيش ستبقى في عدة مواقع بلبنان وسوريا، وأكد: “نطالب بإخلاء جنوب سوريا من قوات النظام الجديد بشكل كامل”. وأضاف “كما أننا لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية جنوب سوريا”.
وقد أطلقت إسرائيل في الأيام الأخيرة سلسلة غارات جوية على دمشق ودرعا واستعراض عضلات جوية في السويداء وتوغلات برية جنوب سوريا، بتركيز على محافظتي القنيطرة ودرعا، بهدف معلن وهو منع تحول المنطقة إلى جبهة مقاومة جديدة. وشملت هذه الغارات والتوغلات تدمير ثكنات مهجورة وسرقة آليات ثقيلة، مع تأكيدات بأن الهدف هو إنهاء الوجود المسلح بالجنوب السوري.
التهديدات
ورداً على تصريحات وتلميحات نتنياهو وكاتس نظمت في العديد من مناطق جنوب سوريا مظاهرات واحتجاجات تستنكر هذه التهديدات بالسيطرة على مناطق جنوب سوريا، ونزع السلاح منها، ومنع وجود القوات السورية فيها.
وتركزت المظاهرات في مناطق القنيطرة وبصرى الشام، في ريف درعا وساحة التظاهر في السويداء، وردد المشاركون فيها هتافات تهاجم نتنياهو وإسرائيل، وتطالب بالانسحاب من الجولان المحتل. ورفض المشاركون تصريحات نتنياهو بشأن تقديم الدعم للطائفة الدرزية، معلنين أنّ الدروز مكون أساسي من المجتمع السوري، وطالب مشاركون من حراك السويداء الشعبي مشيخة الطائفة الدرزية بالرد على تصريحات نتنياهو بشأن زعمه تقديم الحماية لهم.

Leave a Comment
آخر الأخبار