إطلاق الاختيار واختبار الإرادة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- يسرى المصري:

يمكنك أن تشارك ويكون لك سهم في بناء البلد، ويمكنك أن تنأى عن التفاعل مع مجتمعك وتنسحب حتى تغلق عليك صدفتك.. لست مجبراً على السير في طريق أو عمل من الأعمال، أنت حرٌّ فيما تطلب وتختار، لكن المشاركة ستكون العنوان الأبرز لإطلاق الاختيار…. ولن يتم تقييد إرادة أحد، فعنوان النصر؛ السوري حرّ في إرادته .

خلال أيام سوريا مقبلة على استحقاق دستوري مهم.. وطلبات الترشح لعضوية الهيئات الناخبة خضعت للدراسة تمهيداً لإقرار اللوائح النهائية.
و تمّ الإعلان عن جدول زمني دقيق لسير العملية الانتخابية فور الإعلان عن القوائم النهائية للهيئات الناخبة، ليتأكد للجميع أنه رغم الظروف والتحديات سيتم إجراء الانتخابات وتفعيل الحياة الدستورية والنيابية في البرلمان السوري.
قبل أيام أنهت المحافظات أعمالها المتعلقة باستقبال طلبات الترشح لعضوية الهيئات الناخبة، وفيما يترقب معظم السوريين تشكيل المجلس تتطاول الأماني لمسح تلك الصورة الباهتة عن مجلس الشعب في العهد البائد حيث كانت الأشباح المطفأة هي من تحاول ملء المقاعد ..وهي تدرك في قرارة نفسها أنها لا تملك من الأمر شيئاً سوى الاستعراض، وبقيت المقاعد تحت القبة فارغة لتنصل الكثير من جالسيها من مسؤولياتهم ..كان المجلس أقرب إلى مضافة تصفيق، ولم يكن بالأغلبية يمثل مصالح الشعب، بل كان أداة وظيفية.

وبعد التحرير.. صار المدار كله تشكيل محطة مهمة في مسار إعادة الإعمار السياسي عبر عودة الحياة النيابية التي يتوق لها عموم السوريين، لذا فإن المشاركة والتفاعل ودعم هذه الانتخابات عبر اختيار الكفاءات وأصحاب الاختصاص ستكون هي الأصل في عودة الاستقرار والأمن والأمان إلى ربوع سوريا ونفوس أبنائها.
إن العودة السياسية للحياة النيابية ومسارات التشكيل البرلماني ستشكل سكة طريق تعزز توحيد سيادة الدولة على كامل أراضيها ولن يكون هناك أجزاء خارج السيادة.. ولا توجد غير خريطة طريق واحدة حيث تتشابك أيدي السوريين في كل المحافظات لإعمار سوريا وحمايتها من الفتن والمؤامرات التي يعمّ شرّها على الجميع ..كما يعم جهد وأدها خيراً على الجميع..
وبشكل منضبط ومدروس أصبحت الأرضية القانونية والإجرائية التي تشكل البنية التحتية مؤهلة لإجراء الانتخابات ليس فقط في الداخل وإنما بترتيبات قانونية يمكن أن تشمل حسب الظروف المغتربين واللاجئين.
سوريا بعد التحرير فرضت إيقاعها وبدأت بفتح الأبواب والتطورات الأخيرة من انفتاح واستثمار وشراكات عربية وإقليمية ودولية تعدّ رافعة جديدة للعمل ودافعاً للجميع من أجل بذل المزيد لمواكبة إعادة الإعمار وتعزيز قوة الدبلوماسية السورية الناجحة، وهناك إرادة كي تستعيد سوريا برلماناً يمثل كلّ أطياف ومكونات الشعب السوري، والأمر يتوقف على مدى الإخلاص والولاء لسوريا والتفاعل والتعاون والمشاركة من السوريين ..لا نريد متفرجين، لكل دوره وسهمه في إعادة البناء على كلّ الصعد من سياسة واقتصاد ومجتمع وخدمات ..والعين على المجلس الجديد، فإذا وجد الصدق في العمل والنيات رزق السوريون الاستقامة والنجاح والإنجاز..وكانوا القدوة والمنارة ..والأمر بيد السوريين في إخلاصهم واختيارهم ومشاركتهم لنيل المطلب العالي.

Leave a Comment
آخر الأخبار