إعادة الحياة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- باسم المحمد:

تكتسب مشاركة سوريا في المؤتمر المناخي الثلاثين للأمم المتحدة COP30 في مدينة بيليم في البرازيل أهمية كبرى، لا تعود فقط إلى ترؤس السيد الرئيس أحمد الشرع الوفد السوري الرفيع، بل لأنها تعطي دلالات مهمة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، داخلياً وخارجياً.
فعلى الصعيد السياسي، إن البيئة اليوم باتت في قلب اهتمام المنظومة الدولية، لما لها من أثر كبير في حياة البشرية، بعد الظواهر والكوارث الخطيرة التي حصلت وتحصل في أرجاء الكرة الأرضية بسبب التلوث والانحباس الحراري وغيره.
لذلك فإن المشاركة السورية تؤكد أن بلدنا قد عاد إلى المجتمع الدولي كعنصر فاعل في أهم القضايا العالمية، بعد سنوات من العزلة والقطيعة الدولية.
هذه العودة تُعد عاملاً مهماً من عوامل الاستقرار في المنطقة والعالم، أمنياً واقتصادياً وبيئياً.
في حين يأتي الاقتصاد كنتيجة للسياسة، حيث إن مشاركة سوريا تؤكد التزامها بالاتفاقيات والقرارات البيئية الدولية، وبأنها ستطبق المعايير المتفق عليها، ما يضمن انسياب السلع السورية ضمن شرايين الاقتصاد الدولي.
كما ستحقق اللقاءات والمشاركات السورية مكاسب بتوقيع اتفاقيات مع الدول وكبريات الشركات والمنظمات الدولية، بما يحقق هدف جذب الاستثمارات وإعادة بناء ما دمرته الحرب الطويلة والقاسية.
اجتماعياً، ستعطي هذه المشاركة مؤشرات ارتياح كبيرة للمواطن السوري بأن دولته عادت إلى المنظومة الدولية، ما يعيد الحياة إلى جواز السفر السوري، وتالياً يضمن حرية تنقلاته الدولية لأغراض العمل أو الاستثمار أو السياحة أو الدراسة أو العلاج.
وفي المقابل، ستذكر هذه المشاركة رعايا الدول ببلدٍ عريقٍ كان شريكاً مهماً في مسيرة التاريخ والحضارة.
بيئياً، تعاني سوريا من مختلف أنواع التلوث الخطير، ما انعكس بزيادة حدة الأمراض المستعصية في مناطق عديدة، بسبب غياب الالتزام بالمعايير والأنظمة البيئية، وهذا إضافة إلى تأثير ذلك على الاقتصاد والإنتاج الزراعي بسبب تلوث التربة والمياه، وانتشار الأوبئة النباتية والحيوانية بلا معالجات فعالة.
إذاً، تمضي القيادة السورية في طريقها لإعادة البلد إلى الطريق الصحيح بخطوات سريعة مدروسة ومتأنية في الوقت نفسه، والمطلوب من الجميع المشاركة في إعادة إحياء وطنهم، من خلال الإيمان بجدوى التحركات السياسية والاقتصادية، والالتزام بالقوانين والأنظمة بما فيها البيئة، حتى نضمن تحقيق المستقبل الذي نتمناه جميعاً.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار