إقبال على زراعة الفطر .. مزارعون : محصول مربح يمكن أن يكون بديلاً عن المحاصيل التقليدية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- لوريس عمران:

بدأ العديد من المزارعين في مدينة جبلة وريفها بالاتجاه نحو زراعة الفطر الذي يُعتبر من المحاصيل التي تتمتع بفوائد صحية متعددة، إذ يُعرف الفطر البلدي بكونه مصدراً غنياً بالفيتامينات والمعادن التي تعزز من مناعة الجسم وتساهم في تحسين الصحة العامة، في هذا التقرير نسلط الضوء على تجربة زراعة الفطر في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية حيث نعرض آراء المزارعين والمهندسين الزراعيين، بالإضافة إلى التحديات التي تواجههم وكيفية التعامل معها.

أسباب توجه المزارعين نحو زراعة الفطر

في الآونة الأخيرة بدأت زراعة الفطر في جبلة تشهد ازدهاراً ملحوظاً حيث رأى العديد من المزارعين أن الفطر يمثل إضافة جيدة لمجموعة المحاصيل الزراعية، إذ يتمتع بعدد من المزايا التي تجعله خياراً مثالياً .
العم أبو حسن مزارع من قرية عين شقاق أكد أن الفطر يُعد منتجاً ذا قيمة غذائية عالية، إذ يحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين “ب” والبوتاسيوم، ويُعتبر مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة.
وأشار أبو حسن لصحيفتنا ” الحرية ” إلى أن زراعة الفطر تختلف عن غيرها من المحاصيل الزراعية حيث تتطلب وقتاً أقل للحصاد، ما يجعل المزارعين قادرين على تحقيق عوائد أسرع.
مبيناً أنه على الرغم من أن زراعته تحتاج إلى مراقبة دقيقة للبيئة مثل الرطوبة ودرجة الحرارة، إلا أن البيئة الجبلة توفر بشكل عام مناخاً مناسباً لهذا النوع من الزراعة.

وفي السياق نفسه أشار أبو سامر أحد المزارعين في قرية ديرين، إلى أن الفطر يعد مشروعاً مربحاً ولكنه يحتاج إلى رعاية دقيقة. مبيناً أن درجة الحرارة والرطوبة يجب أن تكونا مضبوطتين بشكل دقيق، وأي تغيير يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المحصول.

وبالرغم من التحديات يعتبر أبو عماد مزارع آخر في المنطقة، أن الفطر يشكل فرصة جديدة للإنتاج الزراعي في ظل الظروف الراهنة. مضيفاً أن المزارعين في جبلة بدؤوا يتجهون لزراعته لأنه محصول جديد ومربح، بالإضافة إلى أن الطلب عليه مستمر وهذا النوع من الزراعة يمكن أن يكون بديلاً عن المحاصيل التقليدية.

فرص استثمارية جيدة

بعض المهندسين الزراعيين في جبلة الذين التقتهم ” الحرية ” أكدوا أن زراعة الفطر تحتاج إلى تقنيات متخصصة واهتمام مستمر بالبيئة المحيطة، مضيفين أن زراعته ليست مجرد فكرة سهلة حيث تحتاج إلى دراسة دقيقة للظروف البيئية التي يزرع فيها .
يقول المهندس الزراعي عادل سليمان : على الرغم من أن الفطر لا يحتاج للكثير من الأسمدة أو المياه مثل المحاصيل الزراعية الأخرى، إلا أنه يحتاج إلى مراقبة دقيقة لدرجة الحرارة والرطوبة، وإلا قد يؤدي ذلك إلى فشل المحصول.

من جهته أشار المهندس الزراعي محمد داوود إلى أن زراعة الفطر في سوريا بشكل عام، وجبلة بشكل خاص، قد تصبح أحد الخيارات الاستراتيجية إذا تم تحسين تقنيات الزراعة وزيادة الوعي حول الفوائد الصحية لهذا المنتج، لافتاً إلى ضرورة الاعتماد على التقنيات الزراعية الحديثة معه إذ يمكن أن يكون مصدراً رئيسياً للاستهلاك المحلي وحتى التصدير.

التحديات الرئيسية في زراعة الفطر

الدكتور المهندس مجد العلي لديه صيدلية زراعية بمدينة جبلة أشار ” للحرية” إلى أنه على الرغم من الفوائد والفرص العديدة التي توفرها زراعة الفطر، إلا أن المزارعين يواجهون بعض التحديات التي قد تؤثر على نجاح الزراعة، أهمها صعوبة تمييز الأنواع السامة، مضيفاً أن الفطر البلدي يُعتبر آمناً إلا أن هناك أنواعاً سامة يجب الانتباه إليها أثناء جني المحصول.

وأشار العلي إلى أن زراعته يجب أن تتخللها التوعية الزراعية من قبل المعنيين في زراعة اللاذقية مبيناً أن المزارع يحتاج إلى تدريب أكبر على زراعته بالإضافة إلى توفير تقنيات حديثة حتى نتمكن من تحقيق أفضل إنتاجية من هذا المحصول الجديد .

فوائد اقتصادية وصحية للمجتمع المحلي

تعتبر زراعة الفطر في جبلة فرصة كبيرة للمزارعين والمستهلكين على حد سواء، ورغم التحديات التي قد يواجهها المزارعون، إلا أن الفرص العديدة التي يوفرها هذا المحصول تجعله خياراً مغرياً للكثير من الأسر الزراعية في المنطقة، ومع استمرار الدعم والتوجيه من الخبراء يُتوقع أن تستمر هذه الزراعة في النمو، مقدمة فوائد اقتصادية وصحية للمجتمع المحلي.

Leave a Comment
آخر الأخبار