تراجع إنتاج المناحل يؤثر على الأمن الغذائي…وأهل الكار يناشدون للتدخل..!! 

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

تراجع إنتاج المناحل يؤثر على الأمن الغذائي…وأهل الكار يناشدون للتدخل..!!

 

النحالون بحماة: نحتاج دعماً مباشراً وقروضاً بلا فوائد

 

خبير زراعي: تحديات كبيرة تواجه تربية النحل أبرزها التغير المناخي

 

الحرية – رحاب الإبراهيم :

تعتبر تربية النحل مورد رزق العديد من العائلات في أرياف حماة، كنوع من المشاريع الأسرية الناجحة إجمالاً وخاصة أن رأسمالها قليل، رغم المعوقات الكثيرة التي تواجه المربين وخاصة في الفترة الاخيرة مع موجة الجفاف وارتفاع تكاليف التربية، ما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدتهم على الاستمرار في مشاريعهم متناهية الصغر والصغيرة، وضمان إنتاج العسل البلدي بأسعار مقبولة تمنع الغش في هذا المنتج، الذي يعد دواءً فعالاً لكثير من الأمراض والتلاعب في مواصفاته بشكل خطراً فعلياً على صحتهم.

“الحرية” تواصلت مع عدد من النحالين، الذين اتفقوا جميعاً على أن إنتاج النحل هذا العام ليس جيداً بسبب عوامل طبيعية وظروف التربية الصعبة في مدينة حماة، مطالبين بدعم مالي مباشر للنحالين وتأمين فعلي للخلايا ضد الأمراض والكوارث الطبيعية، وتدريب وإرشاد مجاني لتطوير أساليب التربية والإنتاج، مع تنظيم مؤتمرات محلية وإرسال أعيان النحالين للمشاركة بالمؤتمرات الدولية على نحو يبقيهم على تواصل مع نظرائهم في البلدان الأخرى والاستفادة من خبراتهم أيضاً، وحماية المناحل من المبيدات العشوائية وتشجيع زراعة النباتات الرحيقية، وفتح أسواق ومعارض لتسويق العسل السوري داخلياً وخارجياً، وغيرها.

أمن غذائي

كما طالب آخرون في ظل خسائر هذا العام الكبيرة – فالخسارة ليست على مستوى الموسم  وانتاج العسل فقط وإنما على مستوى فقد الخلايا وموتها- بالتعويض أو منحهم قروضاً دون فوائد لتكون خير معيل لسنة القادمة، فالنحالون بسبب قلة السيولة المادية أهملوا مناحلهم، علماً أن عدم الاستجابة لمطالب النحالين حسب قولهم سيؤدي تدريجياً إلى خسارة ثروة وطنية تمس الأمن الغذائي بشكل مباشر.

تحديات كثيرة

وقد تواصلت “الحرية” مع الخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة، الذي يعمل في مجال “المناحل” مستفيداً من خبرته الواسعة في القطاع الزراعي، حيث أكد أن قطاع النحل يعد من أهم مكونات الأمن الغذائي كونه مسؤولاً عن إخصاب ٧٠ إلى ٨٠% من النباتات التي نأكلها، كما أنه  مسؤول عن إخصاب نباتات المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها الحيوانات، لذلك كانت مقولة العالم أينشتاين ( لو اختفى النحل عن الأرض لن يبقى للبشرية إلا بضع سنوات للاندثار)، مشيراً إلى أن النحل يعتبر من أهم مكونات النظام الإيكولوجي والمؤشر على سلامة البيئة، عدا عن أن تربيته من المشاريع الصغيرة المنقذة للأسر الفقيرة في الريف وفي المناطق الجافة محدودة الموارد، فالأرض غير ضرورية والادأعلاف من أزهار النباتات البرية والمزروعة ورأس المال صغير، حيث يمكن البدء بخلية واحدة وإكثارها.

ويبين المهندس قرنفلة أنه رغم الفوائد العديدة للنحل إلا أنه يتعرض لتحديات متعددة بدءاً من الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الزراعية مروراً بضيق المساحات المزروعة والأمراض والطفيليات والأدوية البيطرية وانتهاء بالعامل الأخطر وهو تغير المناخ، الذي يتجلى بانخفاض الهطول المطري والجفاف وتأثيرهما السلبي على التفاعل بين النبات والنحل.

تراجع كبير

ولفت الخبير الزراعي قرنفلة إلى أن التغيرات المناخية في سورية والدول العربية هذا العام ساهمت بفقدان أعداد كبيرة من النحل وتراجع إنتاج العسل بنسبة ٩٠% في حالات كثيرة، إذا تراجع إنتاج العسل في المغرب بنسبة ٨٠%  وفي لبنان ٧٠% وفي سورية حوالي ٧٥%، كما شهد العراق فقدان أكثر من ٢٠٠٠ خلية نحل في الديوانية وفي تونس حصل اضطراب كبير في قطاع النحل بفعل التغيرات المناخية.

جملة حلول

وحول الحلول المطلوبة لإنقاذ قطاع تربية النحل شدد على ضرورة تنشيط مراكز الأبحاث العلمية المتخصصة وتطبيق بنود البرنامج العربي لتحييد تأثير التغيرات المناخية عن نحل العسل الذي اطلقته منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، والذي شمل تأسيس منحل عربي تدريبي ومركز أبحاث متخصص بالنحل وإنشاء شبكة عربية لمربي النحل وإحداث منصة إلكترونية تفاعلية متخصصة بالنحل، مع ضرورة الاهتمام بسلالات النحل المحلية التي أثبتت كفاءتها بالتأقلم مع التغيرات المناخية مقارنة بالسلالات الأجنبية، إضافة إلى أهمية وضع حد للاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية واستيراد مبيدات غير ضارة بالنحل وتوعية النحالين لاستخدام المركبات العضوية لمكافحة أمراض النحل.

وأكد المهندس قرنفلة على ضرورة تشجيع  المرأة الريفية للانخراط في قطاع تربية النحل، وتكثيف التشجير والتوسع بزراعة الأشجار والنباتات الرحيقية والطلعية التي توفر مصدر غذاء للنحل.

Leave a Comment
آخر الأخبار