الحرية-رحاب الإبراهيم :
امتلأت أسواق حماة بمحصول التين من أريافه المشهورة بهذه الشجرة المباركة، التي ينتظر الأهالي ثمارها كل عام لتأمين احتياجات عوائلهم وخاصة المونة، بغية التخفيف عن جيوبهم خلال فصل الشتاء، علماً أن الأسعار كانت جيدة في بداية الموسم بحيث كان يباع بحدود ٢٥ ألف للكيلو الواحد قبل أن ينخفض إلى النصف تقريباً مع نزول كميات كبيرة منه إلى الأسواق وحركة الطلب الجيدة على هذه الفاكهة الشهية والصحية.
“الحرية” رصدت حركة بيع محصول التين في أسواق حماة وانتشار البسطات التي تبيعه في أغلب مناطق المدينة المصنفة زراعية وتجارية بامتياز، حيث يباع ما بين ١٠-١٥ ليرة على البسطات، بينما يباع في سوق الهال بحدود ٧ آلاف، واللافت أن التجار في القرى أنشؤوا مراكز لبيع محصول التين بغية شرائه من المزارعين فوراً وأخذه للمدن لبيعه، وهـذا أمره صب في مصلحة الفلاحين وخفف عليهم التعب وأجور النقل، مقابل تخفيض السعر بغية تحقيق التجار أرباح تغطي تكاليفهم، لكن بالمقابل أصرّ بعض الفلاحين على قطف محصولهم وبيعه بشكل مباشر في أسواق حماة أو مدن الساحل على أمل بيعه بأسعار أعلى تمكنهم من تحسين معيشتهم وخاصة في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
مناسبة للفلاحين
الفلاح محمود سليم أكد لـ”لحرية” أنه يفضل بيع محصوله بنفسه، فالتاجر يحاول فرض أسعاره على الفلاحين، الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر، حيث يمكن أن يحصل على سعر جيد حسب نوعية المحصول وكميته، مشيراً إلى أن فكرة إنشاء مراكز لبيع التين في القرى جيدة وتناسب الكثير من الفلاحين، الذين يرغبون في بيع محصولهم مباشرة دون تكبد عناء النقل و التنقل إلى المدن ومشقة البيع.
وهو ما يشير إليه الفلاح سليمان محمد شاهين، الذي شدد على أن البيع لأحد التجار أو الباعة من القرية أفصل بالنسبة له وخاصة أنه في وضع صحي لا يسمح له الجلوس لفترة طويلة لبيع محصوله، الذي بالكاد يكفيه لتأمين مستلزمات عائلته يومياً، لكنه يبقى بمثابة البحصة التي تسند جرة معيشتهم وتكاليفها الكثيرة، وخاصة بعد تضرر المحصول جراء أزمة الجفاف.
فائدة للطرفين
وبالمقابل التقت “الحرية” أحد التجار المساهمين في إنشاء مراكز لبيع التين الأخضر للحديث عن آلية عمل هذه المراكز، والمكاسب المحققة للفلاحين والتجار في الوقت ذاته، اذ بين التاجر أحمد علوش، أن غاية هذه المراكز تسهيل عمليات البيع على الفلاحين وتحقيق ربح معقول للطرفين، فمن جهة يبيع الفلاحون المتعاملين مع مراكز البيع محصولهم فور قطافه وقبض ثمنه مباشرة من دون حاجة للذهاب إلى المدينة وتحمل مشقة التنقل والبيع، ومن جهة ثانية يحقق التاجر ربحاً جيداً خاصة إن كانت الكميات كبيرة.
وأشار التاجر رزق الحسين إلى وجود إقبال جيد من الفلاحين على بيع محصولهم في ظل بقاء أسعار التين جيدة ، لكون الموسم ما زال في بدايته، لافتاً إلى أنّ الفلاحين يقصدون المراكز على مرحلتين في ساعات الصباح الباكر أو عند حلول المساء، وأسعار محصول التين تتبدل حسب السوق وحركة العرض والطلب كغيره من المحاصيل الموسمية.