سقطت آخر الذرائع.. إجراءات حكومية وشعبية ضرورية للعبور بسوريا إلى بر الأمان

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- مايا حرفوش:

يعد رفع عقوبات “قيصر” عن سوريا محطة مفصلية هامة، بعد سنوات طويلة من العقوبات الاقتصادي التي فرضت على البلاد نتيجة لسياسات النظام البائد، الآن وبعد إلغاء العقوبات علينا أن نضع بحسباننا أن هذا الإلغاء ليس العصا السحرية التي ستخرجنا من العزلة الخانقة التي عانينا منها لسنوات ما لم يترافق هذا الإلغاء بإجراءات حكومية وشعبية ضرورية.

إجراءات حكومية ضرورية

ويلخص الخبير الاقتصادي أنس فيومي بحديثه لـ”الحرية” الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من الحكومة وبمقدمتها ضرورة تسريع الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد كأولوية قصوى، وتبسيط الإجراءات وتحديث القوانين الناظمة للاستثمار والتجارة، مع تعزيز الشفافية والمساءلة في المؤسسات العامة، ما يعيد الثقة بالبيئة الاستثمارية وتعتبر بمثابة رسائل طمأنة للمستثمرين المحليين والمغتربين والأجانب بتوفر حماية للملكية الخاصة، مع ضمان سلاسة الإجراءات القضائية الاقتصادية، وضرورة إعطاء الأولوية للبنية التحتية خاصة الطاقة، والنقل.

الانفتاح الاقتصادي الخارجي

ويتجلى الانفتاح الاقتصادي الخارجي المطلوب من الحكومة وفق الخبير فيومي بإعادة دمج سوريا في النظام المالي والتجاري الإقليمي والدولي، وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والاستفادة من الخبرات الدولية من دون التفريط بالقرار الوطني.

المطلوب من السوريين

وأضاف الخبير الفيومي: ‏المطلوب منا كسوريين ضرورة الانتقال من ثقافة الشكوى إلى ثقافة المبادرة وتشجيع العمل والإنتاج وريادة الأعمال، والابتعاد عن اقتصاد المضاربة والربح السريع، واستعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، والمشاركة الإيجابية في الرقابة المجتمعية، ورفض الفساد والمحسوبية، ودعم أي مسار إصلاحي حقيقي، ليس عبر الهتافات والمسيرات بل البدء بالذات.
ونوه فيومي بأن هناك دوراً مهماً جداً للمغتربين السوريين عبر نقل الخبرات والمعرفة إلى الداخل والاستثمار في القطاعات الحيوية أي لعب دور الجسر بين سوريا والعالم.

مفهوم الشراكة

وختم الخبير الاقتصادي بالقول: ‏اليوم نحن أمام مسؤولية أن تكون الحكومة والشعب بمفهوم الشراكة ولا خيار غيره، المرحلة المقبلة تتطلب عقداً وطنياً غير مكتوب بأن تكون الحكومة جادة في الإصلاح، وألا تكتفي بالشعارات، وأن يكون المجتمع واعياً يدرك أن البناء مسؤولية جماعية، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الضيقة، مضيفاً: ‏إن رفع العقوبات أسقط آخر الذرائع، وفتح نافذة تاريخية نادرة، النجاح في استثمار هذه اللحظة سيحدد ما إذا كانت سوريا ستعود فعلاً إلى السكة الصحيحة، أم ستضيع الفرصة كما ضاعت فرص سابقة، ‏أي إننا تحولنا اليوم من كلمة لا يوجد لدينا إمكانية أو لا نستطيع إلى مرحلة نحن نملك الإرادة لنفعل الكثير.

Leave a Comment
آخر الأخبار