الحرية- عمار الصبح:
بدأ مزارعو الرمان في درعا قطاف وتسويق محصولهم إلى الأسواق، وسط توقعات بارتفاع كميات الإنتاج هذا الموسم مع دخول مساحات جديد طور الإثمار، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالمحصول نظراً لمزاياه النسبية وما حققه من جدوى اقتصادية خلال المواسم الماضية، خصوصاً لجهة نجاح فرص تصديره إلى الأسواق الخارجية.
ريعية اقتصادية وعائدية سريعة
وتشهد زراعة الرمان في درعا توسعاً ملحوظاً في الإنتاجية وفي المساحات المزروعة، وحسب الأرقام تؤشر التقديرات هذا الموسم إلى إنتاج يبلغ ٣٣ ألف طن، بارتفاع يبلغ خمسة أطنان عن الموسم الماضي والبالغ ٢٧ ألف طن، وبفارق كبير مقارنة مع موسم عام ٢٠٢٣ والذي بلغ حينها ١٧ ألف طن فقط.
وأرجع مزارع الرمان عبدو العيد هذه الزيادة في الإنتاج إلى جملة من الأسباب، في مقدمتها تمرس المزارعون بهذه الزراعة وزيادة الاهتمام بأشجار الرمان لجهة السقاية وتعويض الفاقد المطري، وأيضاً تقديم الأسمدة والمبيدات الحشرية في مواعيدها، لافتاً إلى دخول مساحات أكبر من الأشجار المزروعة طور الإنتاج وهي في ازدياد مضطرد، إذ تبدأ الشجرة بالإنتاج بعد ثلاث سنوات فقط من زراعتها، ويتراوح إنتاجها في البداية بين ٢٠ و٤٠ كيلوغراماً ليصل إلى ما يقارب ٨٠ كيلوغراماً في سنوات متقدمة، وهو ما يجعل المحصول ذا جدوى اقتصادية جيدة وعائدية سريعة مقارنة بأصناف أخرى.
وأضاف لصحيفتنا “الحرية”: إن المحصول بات يشكل مصدر رزق للعديد من المزارعين الذين استعاضوا به عن زراعات كثيرة تقليدية كالعنب، وذلك بفضل إنتاجيته العالية وتكاليف زراعته الأقل كلفة من غيرها.
فرص تسويقية وتصديرية
وتنتشر زراعة الرمان في العديد من مناطق المحافظة، فيما تتركز بشكل أكبر في المنطقة الغربية كطفس والمزيريب وزيزون وتل شهاب والعجمي وجلين وداعل، ويُسوّق جزء من المحصول في الأسواق المحلية، بينما يُعد الجزء الآخر للتصدير خارج القطر، وهناك قسم يُصنع كدبس رمان خارج المحافظة لعدم وجود معامل لعصر الرمان فيها.
ووفقاً لأرقام مديرية الزراعة بدرعا فإن العدد الإجمالي لأشجار الرمان المزروعة في المحافظة تجاوز مليون و١٠٠ ألف شجرة، على مساحة مزروعة تبلغ ١٨٥٠ هكتاراً تقريباً، بزيادة تقارب ١٥٠ هكتاراً مقارنة مع الموسم الماضي.
وفضلاً عن ريعيته الاقتصادية في الأسواق المحلية وأسعاره التشجيعية، اتجهت الأنظار إلى محصول الرمان بفضل ما حققه مزايا تصديرية رفعت من رصيده في الأسواق الخارجية، فضلاً عن قابليته للتخزين ما جعله في صدارة المحاصيل التي يتم استجرارها من منشآت الخزن والتبريد المنتشرة في المحافظة، والتي يقدر عددها بحوالي 180 منشأة.
وفي هذا السياق دعا الخبير الزراعي المهندس أحمد الكنعان بحديثه لـ(الحرية)، إلى ضرورة التركيز على زراعة وإنتاج الأنواع المرغوبة في الأسواق الخارجية، وخاصة من حيث الحجم والشكل واللون والمذاق ليناسب ذوق المستهلكين في الدول المجاورة، وهذا ما يتطلب وضع خريطة متكاملة توضح حجم الاستهلاك المحلي والأنواع المعتمدة للتصدير، وفق متطلبات المستهلكين ورغباتهم في الأسواق الخارجية.
وأشار إلى أهمية إقامة منشآت متخصصة بعصر الرمان وتصنيعه، ما يحقق استفادة مثلى من المزايا التفضيلية للمحصول ويحقق جدوى اقتصادية أكبر.