رغم تميز جودته ووفرة إنتاجيته.. استيراد الأسماك المجمدة يسبب الخسائر للمربين في سهل الغاب

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية- بادية الونوس

في الوقت الذي لا يتجاوز حصة الفرد منا كيلو غراماً واحداً من السمك سنوياً، ولدينا إنتاج يتميز بمعايير الجودة والمذاق اللذيذ وبكميات تغطي السوق المحلية تتجه الجهات المعنية إلى استيراد السمك المثلج، الأمر الذي انعكس سلباً على الإنتاج المحلي ومن البديهي إذا ما اعتمدنا على إنتاجنا يعني تحقيق وفرة بالقطع الأجنبي… ملخص الموضوع معاناة مربي الأسماك وشعورهم بالظلم الذي لحق بهم و أرزاقهم من إنتاج مزارع الأسماك في منطقة سهل الغاب من جراء اتجاه الجهات المعنية إلى الاستيراد للأسماك المثلجة وخاصة من مصر.. في المقابل يؤكد مدير الثروة السمكية والأحياء المائية أن الاستيراد جاء لتغطية النقص الحاصل في السوق المحلية ريثما يزيد الإنتاج المحلي .
بلغ إنتاج الأسماك في سوريا لعام 2024 نحو 19,185 طناً، منها 2,787 طناً أسماك بحرية، و11,365 طناً أسماك من المزارع، بالإضافة إلى 4,865 أطنان من الصيد في المسطحات المائية العذبة. ورغم هذه الأرقام، لا تزال الكميات غير كافية لتغطية الطلب المحلي، ويعوض النقص عبر الاستيراد.

نصيب الفرد كيلو غرام فقط سنوياً

يشير خضرو إلى أن نصيب الفرد من الأسماك في سوريا لا يتجاوز كيلوغراماً واحداً سنوياً، مقارنةً بمعدل استهلاك 12-18 كيلوغراماً على المستوى العربي والعالمي، وهو ما يبرز الفجوة الكبيرة في قطاع الثروة السمكية. تقليص هذه الفجوة يتطلب تضافر جهود الدولة والقطاع الخاص لتوفير بيئة استثمارية مستدامة تحفز الإنتاج وتضمن تلبية الطلب المحلي.

خضرو : نتجه إلى الاستيراد لتعويض النقص في السوق وضمان توفر المنتج بأسعار ميسّرة

العرض والطلب

وأوضح مدير الثروة السمكية أن أسعار الأسماك محكومة بقانون العرض والطلب بسبب محدودية الإنتاج وموسميته، ويعتبر الاستيراد هو الحل الوحيد الحالي لتغطية حاجة السوق لحين زيادة الإنتاج المحلي.

سلباً على إنتاجهم

إذاً معاناة مربي الأسماك في منطقة سهل الغاب الشهير بتميز إنتاجه وجودته العالية، تتمحور حول مشاكل عدة تبدأ من ارتفاع أسعار مستلزمات تربية الأسماك ولا تنتهي بموضوع انخفاض سعره بسبب الاستيراد من الخارج والذي انعكس سلباً على الإنتاج المحلي، وتحدث صقار فردوس الداعور لصحيفة (الحرية ) أن استيراد الأسماك من مصر قد أثر سلباً على إنتاجهم المحلي، ما انعكس بشكل مباشر على مصادر دخل الأسر التي تعتمد على مزارع الأسماك كمصدر رزق رئيسي.

جودة عالية

وأضاف الداعور : يواجه المربون خسائر كبيرة ناجمة عن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، بينما تعاني الأسعار من انخفاض حاد بسبب المنتجات المستوردة الأرخص ثمناً. علماً أنه يتميز إنتاج سهل الغاب المحلي من الأسماك بوفرة كبيرة وجودة عالية تفوق بكثير الأسماك المجمدة المستوردة وخاصة السمك المصري، التي غصت فيها السوق المحلية

وفر بالقطع الأجنبي

يؤكد ريان سلوم صاحب مسمكة أن قطاع الثروة السمكية يحقق وفراً كبيراً للعملة الصعبة للدولة عبر الحد من الاستيراد، ويقدم منتجاً عالي الجودة. مشيراً إلى أنه في الأعوام السابقة، كان هناك قرار معمول بمنع استيراد الأسماك بهدف حماية المنتج المحلي، داعياً إلى إعادة النظر بتفعيله مجدداً لينسجم مع سياسة حماية المنتجات الوطنية، تماماً أسوة بحظر استيراد الفروج المجمد.

دعم المنتج

يضيف بشار قائد رمو مربي سمك : يتمنى مربو الأسماك في سهل الغاب على الجهات المعنية ، ضرورة دعم المنتج المحلي عبر اتخاذ إجراءات صارمة لمنع الاستيراد الذي يُسبب ضرراً مباشراً لمئات العائلات التي تعمل في تربية الأسماك في المنطقة، ما يهدد مستقبل قطاع حيوي ومهم للاقتصاد الوطني.

أرقام ومؤشرات

بلغة الأرقام قدم واقع الثروة السمكية في منطقة الغاب إياد خضرو مدير الثروة السمكية والأحياء المائية مبيناً تضم منطقة سهل الغاب محافظة حماة 439 مزرعة سمكية، منها 225 مزرعة مرخصة و214 مزرعة غير مرخصة، وتتركز غالبية هذه المزارع في منطقة سهل الغاب التي تتميز بتوفر المسطحات المائية والآبار والظروف البيئية الملائمة. تصل إنتاجية هذه المزارع إلى حوالي 8000 طن من أسماك المائدة، وهي تشكل نحو 80% من إجمالي إنتاج المزارع السمكية في سوريا. رغم ذلك، لا يكفي هذا الإنتاج لتلبية حاجة السوق المحلية، ما يستدعي البحث عن بدائل لتوفير الأسماك بأسعار مناسبة للأسر السورية، نظراً للدور الغذائي الحيوي لهذا المنتج.

تعويض النقص

في رده على موضوع استيراد الأسماك، أكد مدير الثروة السمكية خضرو أن قرار منع استيراد الأسماك المجمدة تم إيقافه مع بداية تحرير البلاد، حيث بلغت كمية الأسماك المجمدة المستوردة خلال العام الحالي نحو 5000 طن من مختلف الأنواع، بهدف تعويض النقص في السوق وضمان توفر المنتج بأسعار ميسّرة لجميع فئات المجتمع.

خطط

تعمل المؤسسة العامة للأسماك على تنفيذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تقليل الأعباء المالية على المزارعين وتأمين مستلزمات الإنتاج اللازمة وفق مدير الثروة السمكية من بينها:

  • إعادة تأهيل مفرخات المياه العذبة القائمة والسعي لإنشاء مفرخات جديدة موزعة جغرافياً لتلبية حاجة المزارعين في كل المحافظات.
  • تدريب كوادر وطنية لتشغيل المفرخ البحري في طرطوس بالتعاون مع منظمات دولية مانحة.
  • إنشاء معمل متخصص لإنتاج أعلاف السمك لمياه البحر والمياه العذبة، لدعم مزارعي الأسماك بأسعار تنافسية.
  • تأهيل كوادر متخصصة في إدارة وتشغيل المزارع السمكية لدعم المستثمرين والمربين بشكل أفضل.
  • التنسيق مع المنظمات المحلية والدولية لتوفير أشكال الدعم المتنوعة للقطاع.
Leave a Comment
آخر الأخبار