الحرية- إلهام عثمان:
يعتبر صوم الأطفال في شهر رمضان المبارك، من أنسب الفترات لتعليم الأطفال الإحساس بالفقير والتسامح وعمل الخير، وتحفيز الأطفال على الصبر، حيث يبادر العديد من الأهل لتشجيع وتنظيم صيام أطفالهم، ولجعل تجربة الصيام لهم إيجابية وممتعة، يجب أن تكون سلامتهم على رأس أولويات الأهل ودون المساس بصحتهم.
تشجيع الأطفال
لتشجيع الأطفال على الصيام بطريقة صحية وسلسة، بيّنت الخبيرة الاجتماعية آية رضا من خلال تصريحها لصحيفة “الحرية”، أنه يجب توعيتهم بالفوائد الصحية والنفسية للصيام، ويكون ذلك بتعزيز التركيز والصبر وليس الامتناع عن الأكل أو الشرب، بل يجب أن يدركوا الأبعاد الروحانية الأكثر عمقاً، والتي تتمثل بالمحبة والشعور بالفقراء ومساعدتهم، مع تقديم الدعم اللازم لهم، حيث يعلمنا هذا الشهر التسامح والغفران، والارتقاء وصلة الرحم.
صيام تدريجي
كما أكدت رضا أن صيام الأطفال يجب أن يبدأ بشكل تدريجي، فيمكن السماح لهم بالصيام ساعات محددة فقط، من الفجر حتى الظهر (مثلاً)، ليتكيفوا مع الفكرة، مع الحرص على تقديم وجبات إفطار وسحور غنية بالمواد الغذائية لضمان الحفاظ على طاقاتهم وصحتهم، كما يستحسن تجنب الضغط عليهم لصيام كامل اليوم، بل تشجيعهم بلطف مع ممارسة نشاط بدني معتدل خلال ساعات الإفطار.
السن المناسب
من جهتها أكدت الدكتورة هبة رزق اختصاصية الأطفال وحديثي الولادة، على أن البدء في صيام الأطفال، يجب أن يتناسب مع عمرهم وقدرتهم على التحمل، لذا ينصح بأن يبدأ الأطفال في سن الثامنة أو التاسعة، حيث يكونون قادرين على فهم المعاني الروحية للصيام، بالإضافة إلى قدرتهم الجسدية على تحمل متطلباته.
من لا ينصح بصيامهم
وهنا لفتت رزق إلى أنه ينبغي على الآباء دائماً استشارة الطبيب قبل السماح لأطفالهم بالصيام، لضمان سلامتهم وصحتهم، محذرة من أسباب صحية أو فسيولوجية، تمنع بعض الأطفال من الصيام وهي تشمل عدة حالات، مثل داء السكري أو أي حالة مرضية تتطلب تناول الأدوية بانتظام أو الحفاظ على مستويات معينة من السكر في الدم، وأيضاً من يعانون من نقص الوزن أو سوء التغذية، وقد يؤثر الصيام سلباً على صحتهم، ومن لديهم مشاكل صحية مزمنة مثل الربو أو أمراض القلب، حيث قد يتسبب الصيام في تفاقم حالتهم، وأيضاً من يعانون من الجفاف أو ضعف المناعة، وهنا أشارت إلى أن هناك بعض الآراء الطبية والدينية، للأطفال الذين لم يصلوا سن البلوغ أو لم يبلغوا سن الرشد أن يصوموا بشكل كامل، أيضاً من هم بحاجة لتناول أدوية بشكل منتظم، فإن الصيام قد يتعارض مع توقيت تناولها.
فوائد الصيام
كما أوضحت رضا أن أهم الفوائد التي يكتسبها الأطفال من هذه التجربة، أنهم يأخذون دروساً في التفكر والتأمل، وبالتالي، يصبح الصيام ليس مجرد واجب ديني، بل تجربة شاملة تسهم في بناء شخصية متوازنة، متمسكة بالقيم الدينية، ويكونون قادرين على العطاء والتعاون مع مجتمعهم، كما تعزز هذه الممارسة روح الجماعة والانتماء بينهم، لذا تعتبر الشعائر الرمضانية فرصة رائعة لترسيخ العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وختمت رضا: إن تجربة الصيام تعلم الأطفال دروساً قيمة تتجاوز الامتناع عن الطعام والشراب، إذ تمكنهم من فهم مفاهيم العدالة الاجتماعية، حيث يشعرون بمعاناة الفقراء والمحتاجين، ما يجعل قلوبهم تنفتح على مساعدة الآخرين.