الحرية- هناء غانم:
في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه الشركات والمؤسسات، تصبح الاستعانة بالمستشارين خطوة أساسية لتحقيق النجاح المستدام، فالمستشارون يقدمون رؤية موضوعية وخبرة متخصصة تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، بفضل مهاراتهم وقدراتهم، يستطيعون تشخيص المشكلات وتحليل الفرص والمخاطر بدقة، ما يعزز قدرة المؤسسات على التكيف والنمو في بيئات عمل معقدة، ويعدّون أحد الركائز الرئيسية لدعم استدامة المؤسسة ونجاحها.
خبير اقتصادي: الاستعانة بالمستشارين ضرورة استراتيجية وليست بديلاً عن الإدارة التنفيذية
الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات، الدكتور عبد المعين مفتاح، أكد في تصريح لـ”الحرية” أن الاستعانة بالمستشارين هي خطوة حيوية لا غنى عنها في عالم الأعمال الحديث، كون الشركات والحكومات بحاجة إلى التوجيه الموضوعي والنصيحة المستقلة التي يقدمها المستشارون، لأنهم يقدمون رؤية من خارج المؤسسة تساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة بعيداً عن التحيّزات الداخلية.
وأشار مفتاح إلى أن الاستعانة بالمستشارين ليست مجرد ترف إداري، بل هي جزء أساسي من عملية صنع القرار في المؤسسات الحديثة، وقال: “المستشار ليس مجرد موظف إضافي في الفريق، بل هو شريك استراتيجي يساعد الإدارة على رؤية الصورة الكاملة للمؤسسة، ويسهم في اتخاذ قرارات بناءة، بناءً على تحليل موضوعي بعيد عن الضغوط اليومية التي تواجهها الإدارة.”
المستشارون يقدمون خبرات متراكمة للمؤسسات
وأضاف الدكتور مفتاح إن المستشارين يمتلكون خبرات واسعة في قطاعات متعددة، ما يساعد المؤسسات على تجنب الأخطاء التي قد تكلفها الكثير، كما أن المستشار الجيد يأتي بمعرفة متراكمة من العمل مع مؤسسات متعددة، ما يتيح له تقديم حلول مبتكرة مبنية على تجارب سابقة، وبالتالي توفير وقت الشركات وتكاليفها، فهذه الخبرة تساعد المؤسسات على تجاوز العديد من التحديات دون الحاجة إلى تكرار التجارب.”
وأوضح الخبير الاقتصادي أن دور المستشار يتعزّز بشكل خاص عند اتخاذ القرارات الاستراتيجية الكبرى مثل التوسع أو الدخول في أسواق جديدة، وصرح قائلاً: “في مثل هذه القرارات المهمة، يصبح المستشار بمثابة “رادار القرار”، حيث يسهم في تحليل الفرص والمخاطر ويقدم تقارير دقيقة تتيح للإدارة اتخاذ قرارات محوكمة وواعية.”
المستشار ليس بديلاً عن الإدارة
وأكد الدكتور مفتاح أن المستشار لا يمكن أن يكون بديلاً عن الإدارة التنفيذية، بل هو عامل مساعد يسهم في عملية اتخاذ القرار، ويعمل على تقديم المشورة والتوجيه، لكنه لا يتخذ مكان الفريق التنفيذي في إدارة العمليات اليومية، وظيفته هي مساعدة الإدارة في اتخاذ قرارات أفضل بناءً على تحليلات موضوعية، لكن التنفيذ يبقى من مسؤولية الإدارة.
خصائص المستشار الجيد
في معرض حديثه عن خصائص المستشار الجيد، صرح مفتاح قائلاً: المستشار يجب أن يكون مستقلاً فكرياً ومالياً، وله خبرة عملية واسعة في مجاله، كما يجب أن يكون قادراً على تقديم حلول مبتكرة ولا يتأثر بالمصالح الشخصية أو العلاقات الداخلية في المؤسسة، فالمستشار الحقيقي لا يسعى إلى الشهرة أو الأضواء، بل يعمل بصمت وبعيداً عن التحيّزات الشخصية لتحقيق مصلحة المؤسسة.”
وتابع: المستشار الجيد يمكنه أن يدافع عن أفكار قد لا يتفق معها شخصياً إذا كانت تحقق مصلحة المؤسسة، لأنه يضع الصواب والمصلحة العامة قبل قناعاته الشخصية.”
الاستشارة صناعة قرار ناضج
وخلص الخبير الاقتصادي تصريحه بالتأكيد على أن الاستشارة هي عملية تهدف إلى صناعة قرار ناضج ومدروس. وقال: “الاستعانة بالمستشارين ليست مجرد بيع رأي أو تقديم مشورة عابرة، بل هي عملية معقدة تهدف إلى توفير قرارات استراتيجية.