التحول الاقتصادي في سوريا… من إعلان الإعمار إلى واقع الإنتاج

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- نهلة أبو تك:

أطلق إعلان الرئيس أحمد الشرع دخول سوريا مرحلة الإعمار فعلياً موجة من الحراك الاقتصادي والفكري، أعادت إلى الواجهة النقاش حول طبيعة التحول المقبل وكيفية تحويل الخطاب إلى واقع إنتاجي ملموس، فمرحلة الإعمار بحسب المتابعين، ليست مجرد عنوان سياسي، بل مرحلة اختبار حقيقي لقدرة الاقتصاد السوري على النهوض والإنتاج من جديد.
وفي هذا السياق، قدّم الخبير الاقتصادي الدكتور شادي أحمد للحرية قراءة تحليلية حول أبعاد المرحلة الجديدة، معتبراً أن التحول نحو الإعمار هو انتقال من إدارة الانكماش إلى استعادة النمو ، مبيناً أن هذه المرحلة لا تعني انتهاء الصعوبات، لكنها تغيّر طبيعة التحدي من الصمود إلى البناء، التحدي الحقيقي ليس في إعلان الإعمار بل في القدرة على خلق دورة إنتاج حقيقية، والمطلوب اليوم هو ضبط أولويات الإنفاق وتشغيل الموارد المحلية قبل انتظار التدفقات الخارجية، البناء يبدأ من الداخل، لا من الوعود.
وحول الانفتاح على الشراكات الدولية، يرى الدكتور أحمد أنه ضرورة واقعية لكنها ليست عصاً سحرية، مشدداً على أن نجاحها مرتبط بتهيئة بيئة اقتصادية مستقرة وشفافة ، وهناك قطاعات تمتلك قدرة جذب أعلى مثل البنية التحتية والطاقة والزراعة والصناعات الغذائية، لأنها تلبي حاجة حقيقية في السوق المحلية، لكن التحدي هو تحويل هذه الشراكات إلى مشاريع تنموية منتجة لا إلى مقاولات مؤقتة.
أما عن انعكاسات مرحلة الإعمار على فرص العمل والمعيشة، فأوضح الدكتور أحمد أنّ النتائج لن تكون فورية، لكنها ستظهر تدريجياً مع توسع القاعدة الإنتاجية وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات القادرة على توليد دخل مستدام.
ولكي تكون الاستثمارات في خدمة التنمية الوطنية، برأي أحمد يجب أن ترتبط بجدوى اجتماعية واضحة تشمل التشغيل المحلي والتدريب المهني ودعم المشاريع الصغيرة، فالاقتصاد السوري يمتلك مقومات النهوض، لكن التوازن بين الطموح والإمكان هو ما يصنع الاستقرار الحقيقي.
وفي ختام القراءة، يشير أحمد إلى أن الكلمة الرئاسية حملت رسائل مزدوجة، إلى الداخل، لتأكيد بدء مرحلة البناء بثقة ومسؤولية وطنية؛وإلى الخارج، لدعوة المستثمرين والشركاء الدوليين إلى الانخراط في عملية إعادة الإعمار وفق معايير التنمية المستدامة والاحترام المتبادل للمصالح.

Leave a Comment
آخر الأخبار