التصدير أولى معادلات الربح والخسارة في حسابات العملية الاقتصادية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مركزان الخليل:
حقيقة لا يستطيع أحد تجاهلها ولا يمكن تجاهلها في معادلات الربح والخسارة على مستوى الحسابات الكلية للاقتصاد الوطني في أي بلد، وهي تكمن في معادلة التصدير الذي يشكل الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد, والحالة الاقتصادية الداعمة التي تحمل كل مفردات معاني القوة التي تحقق الاستقرار الاقتصادي وتوفر أسباب تطويره وتأمين مقومات استمراره .

خبير اقتصادي يقدم رؤية تقارب الواقع لعودة صادراتنا إلى الأسواق الخارجية وخاصة الأوروبية منها

وفي سوريا لا يخرج التصدير عن هذا الإطار، فهو المجال الواسع لتأمين مكامن القوة، وإيجاد مخارج في غاية الأهمية التي تسمح بإنعاش الاقتصاد الوطني، وزيادة سرعة دوران العجلة المطلوبة من خلال أسواق التصدير المتنوعة، والتي بدورها تحقق زيادة في معدلات النمو, وفرص استثمار واسعة للموارد المادية والبشرية والمولدة لفرص العمل، التي تسهم إلى حد ما بتخفيض نسب البطالة.

إمكانية العودة

من هذا المنطلق سعت الحكومات السورية المتعاقبة إلى تقديم الكثير من أسباب الدعم للمنتجات السورية، لتمكينها من النفاذ والوصول إلى أوسع الأسواق العالمية، ولطالما تغنت بوصولها لمعظم البلدان، وفقدان معظمها خلال الأزمة الحالية، وفرض حالة وجودية اليوم تسمح بعودتها مجدداً إليها بمنتجات تحمل هوية سورية بمواصفات عالمية, وذلك من خلال اعتماد خطة تصدير تركزت بمجموعة من المقترحات قدمها الباحث الاقتصادي المهندس جمال شعيب لتكون بوصلة جديدة لصادراتنا تسهم في نفاذها مجدداً إلى الأسواق الأوربية وغيرها، وبالتالي أولى هذه الخطوات تبدأ:

أولى الخطوات

اتباع أساليب الممارسات الزراعية الجيدة ومحاولة رفع الوعي التصديري للمصدرين من خلال تدريب الكوادر البشرية المؤهلة وتنظيم رحلات استطلاعية وإشراكهم في المعارض المتخصصة في المنتجات الزراعية في دول الاتحاد الأوروبي المختلفة للاطلاع على مستوى جودة الأصناف المنافسة، ودراسة الأسواق الخارجية في أوروبا لمعرفة احتياجات كل سوق وما يمكن تسويقه ليتم إنتاجه والاهتمام بإنتاج الأصناف والأنواع حسب المواصفة الأوروبية من حيث الشكل والحجم واللون.

شعيب: اعتماد أساليب الممارسات الزراعية الجيدة وتخفيض التكاليف، ورفع كفاءة الإنتاج لتحقيق المنافسة السعرية، إلى جانب إنشاء مراكز فرز وتوضيب متطورة

رفع كفاءة المنتج

وأضاف شعيب أن الخطوة المهمة أيضاً في هذا المجال تكمن في العمل على تخفيض التكاليف ورفع كفاءة الإنتاج لتحقيق المنافسة السعرية من خلال زيادة الإنتاج في وحدة المساحة المزروعة، والقيام بإجراء شحنات تجريبية إلى دول عديدة في الأسواق الأوروبية والتقليدية وتزويد المزارعين والمصدرين بنتائج هذه الشحنات، مع الاهتمام بالجودة من حيث الشكل والمواصفات وسلامة وأمن الغذاء (كيميائياً وبيولوجياً).

الجمالية والتوضيب

وهناك دور مهم جداً في رأي “شعيب” يكمن في الاهتمام بمعاملات ما بعد الحصاد من خلال إنشاء مراكز فرز وتوضيب متطورة، تحتوي على خطوط فرز وغرف تبريد للمحافظة على جودة المنتج المصدر، وتدريب المصدرين على قواعد التصدير ومعايير الجودة والوفاء بمتطلبات الأسواق الخارجية، وإعطاؤهم رخصة بمزاولة هذه المهنة، إنشاء جمعيات أو اتحادات متخصصة بتصدير المنتجات الزراعية ورفع قدراتها من خلال بنك للمعلومات والبيانات التسويقية التي يحتاجها المصدر السوري والمستورد الأوروبي.

شعيب: تقديم دعم مشترك من الدولة والاتحاد الأوروبي لمستلزمات الإنتاج الزراعي، وإيجاد بنية أساسية للنقل تتضمن تجهيز الموانئ لاستقبال حاويات مبردة وكذلك دعم النقل الجوي لارتفاع تكاليفه

دعم مشترك

إيجاد بنية أساسية للنقل مثل تجهيز الموانئ لاستقبال حاويات مبردة وكذلك دعم النقل وخاصةً الجوي لارتفاع تكاليفه، إلى جانب تقديم دعم مشترك من الدولة والاتحاد الأوروبي لمستلزمات الإنتاج الزراعي، والتصدير حتى يمكن منافسة الدول الأخرى، مع ضرورة توجيه اهتمام أكبر للقطاعات الزراعية في توزيع الإنفاق الاستثماري، العام وبصفة خاصة ما يتعلق بتطوير البنى التحتية التسويقية وتطوير الجهاز المصرفي، ودعم خطط الائتمان لأغراض تمويل الصادرات والواردات.
وبالتالي تنفيذ هذه المقترحات من قبل الحكومة والجهات الخاصة والفعاليات الاقتصادية المتنوعة من شأنه العودة بقوة الى ميدان التصدير، وتسجيل خطوات واسعة من النجاح يعود بالفائدة الاقتصادية والربحية على كل أطراف العلاقة بمن فيهم المواطن.

Leave a Comment
آخر الأخبار