الحرية- دينا عبد:
يعاني عدد من الطلاب والطالبات فقدان الوزن خلال فترة الامتحان، فليس كما يشاع بأن نسبة كبيرة من الطلاب يزداد وزنهم، على العكس فنتيجة القلق والتوتر يفقد عدد كبير منهم شهيتهم للطعام بسبب تفكيرهم المتزايد بطبيعة الأسئلة ومستواها ومدى صعوبتها أو سهولتها.
تغيّرات واضحة
تقول ناريمان (أم لطالب ثانوية عامة) أن ابنها فقد 6 كيلو من وزنه خلال فترة التحضير للامتحان والسبب كما تشرح لصحيفة “الحرية”: زيادة المجهود الذهني، والسهر لساعات طويلة وعدم النوم نتيجة التوتر.
مشيرة إلى أنها تقدم له أفضل الوجبات وتتابعه ساعة بساعة إلا أنه لا يستجيب نتيجة الخوف الذي ينتابه.
بدوره معتصم (طالب ثانوية عامة) يبين أنه لا يتقصد أبداً ألا يتناول الطعام إلا أن ضيق الوقت ينسيه تناول الوجبات فلا يتذكر ذلك إلا عند منتصف الليل فيخلد للنوم ويبقى من دون طعام.
أما سيدرة أوضحت أنها لا تبالي سواء تناولت الطعام أم لا، المهم لديها أن تنهي المنهاج ، فالأسئلة هذا العام مؤتمتة وتحتاج إلى تركيز ودقة، وبالرغم من ذلك لم تنكر أن وجبات الطعام ضرورية لتحفيز عمل المخ والأعصاب إلا أنها لا تتذكر أن تأكل إلا عندما تسمع أصوات الصحون أو تجوع بشكل حقيقي.
القلق والخوف
الاختصاصي في العلاج النفسي السلوكي د. خالد حميدي بيّن في تصريح لصحيفة “الحرية” أن هناك ارتباطاً وثيقاً ما بين فقدان الشهية للطعام ومرحلة التحضير للامتحان، ويكون السبب الأساسي هو القلق والخوف، فيصبح الطالب في حالة توتر تؤثر في الجسم بشكل كامل وخاصة على الخلايا العصبية المسؤولة عن النواقل العصبية التي تعطي الأوامر للأفعال الإرادية واللا إرادية من ضمنها موضوع الشعور بالجوع.
وتابع: الكثير من الطلاب عند التحضير للامتحان يبقون أكثر من 24ساعة من دون طعام ويشعرون بعدم أهمية تناوله حتى يصل الطالب لمرحلة الجوع وإحساسه بأن جسمه يطلب الطعام ويفقد القدرة على المتابعة نتيجة حاجة الجسم للأكل والغذاء.
ويرى الاختصاصي النفسي أن الشعور بالقلق من الامتحان أمر طبيعي، لكن ما ليس طبيعياً على الإطلاق هو السماح لهذا الشعور بتملك الطالب والتأثير في جسده، فالقلق المستمر يسهم في ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزون، ما يؤدي إلى فقدان الشهية، كما أن القلق يؤدي إلى زيادة تسريع عملية الهضم في المعدة، ويحذر أن تجاهل الطالب لتناول الطعام لكونه فقد شهيته، قد ينتهي به إلى الإصابة بقرحة المعدة، فالحل ليس بتلك الصعوبة كما يعتقد الطلاب، حيث يمكنهم الاسترخاء قليلاً ومتابعة الدراسة.
نقص النوم يضعف التركيز
وبيّن د. حميدي أن نقص النوم يقلل من وظائف المخ العليا ويحد من قدرته على التركيز والتعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ المعلومات المكتسبة، لذلك ينصح بأخذ قسط كافٍ من النوم قبل الامتحان لرفع مستوى التركيز أثناء الامتحان، أما بالنسبة للماء فله دور كبير في رفع مستوى التركيز والاستيعاب لدى الطلاب، لذلك فهم مطالبون بتناول كمية كافية لا تقل عن 3 ليترات في اليوم الواحد لتعزيز قدرة الجسم على التركيز والاستيعاب وتقليل الخمول وتعويض الفاقد من السوائل.
نصائح
وفي نهاية حديثه قدم د. حميدي نصائح مهمة لأولياء الأمور قبيل الامتحان بشهر وهي تقسيم الوجبات على 6 فترات وبكميات قليلة، وإدخال الألياف والفواكه والمكسرات، وتناول العصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والابتعاد عن المنبهات ما أمكن واستبدالها بقطعة فواكه كالموز أو التفاح مثلاً، وتناول كوب من اللبن أو الحليب قبل النوم كي يحافظ الطالب على وتيرة ثابتة في أيام الامتحان، والابتعاد عن العقاقير الطبية والمنشطات أثناء فترة الامتحانات لأنها تفقد الطالب القدرة على التركيز وتصيبه بالنعاس.