الجفاف يقرع ناقوس الخطر

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- علام العبد:

جولة واحدة على الأراضي الزراعية في الشمال أو الجنوب وغيرهما كفيلة بأن تجري تقييماً دقيقاً لحالة المحاصيل الزراعية التي كانت عليها، وتعرضت للعطش الكبير خلال الموسم الزراعي هذا العام.
لقد ضرب الجفاف معظم الأراضي على امتداد الخريطة السورية، محولاً الأراضي الزراعية إلى بقع يابسة، والمحاصيل إلى رماد.
ومع بداية موسم صيف لاهب، يعيش المزارعون اليوم واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخهم الزراعي، وسط غياب للحلول وشحّ في المصادر المائية.
بسبب ظروف الجفاف القاسية تراجعت كميات إنتاج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية كالقمح والخضراوات والفاكهة وغيرهما، والأرقام الصادرة هذا العام على دوائر الإحصاء في مديريات الزراعة في المحافظات تؤكد ذلك إذا ما تمت مقارنتها بأرقام العام الماضي، وبهذا ستكون الأسرة السورية في جميع أنحاء البلاد عرضة بشكل متزايد لتآكل الدخل وتحديات الحصول على الغذاء الكافي، وقد يجبر الجفاف العديد من الأسر الزراعية للاعتماد على المساعدات التي تقدمها المؤسسات والمنظمات.
إذا استمرت ظروف الجفاف الحالية في الإضرار بالمحاصيل الزراعية، فسوف يضطر العاملون في القطاع الزراعي للتحول من أراضيهم إلى الهجرة للمدينة بحثاً عن مصادر بديلة للدخل. فالواقع اليوم يظهر بشكل جلي أن كل أسرة واحدة من بين كل ثلاث أسر في مناطق الجفاف الساخنة اضطرت إلى تقليص مساحة الأرض التي تزرعها لأسباب مناخية ومنها مالية، في حين أن أربعة من كل عشرة حصدوا كميات أقل من القمح والشعير والفواكه والخضراوات هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
بيت القصيد.. الجفاف الذي يكشر عن أنيابه كالذئب الجائع يُجدِبُ الأرض ويسلب نباتها الأخضر، هو خطر يوِجب علينا التعاون للحد من آثاره على البيئة شئنا أم أبينا بضرورة تطبيق تقنيات الري الحديثة لتقليل الفاقد من المياه، وتخزين مياه الأمطار واستخدامها في فترات الجفاف وإعادة الروح لمشاريع حصاد المياه، وتشجيع زراعة محاصيل مقاومة للجفاف وتتحمل الظروف القاسية، وتطبيق الزراعة المستدامة باستخدام تقنيات مثل الزراعة العضوية والتناوب الزراعي، وإعادة تشجير المناطق المتدهورة حراجياً، واستعادة الغطاء النباتي لتحسين جودة التربة والهواء، وتشجيع المجتمع على المشاركة في زراعة الأشجار.

Leave a Comment
آخر الأخبار