الحب ينتصر في “آخر ليلة وأول يوم”

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:

استثمار الحبّ واللجوء إليه في اللحظات الصعبة والتكاتف لمواجهة مصاعب الحياة، هو الرسالة التي يقدّمها العرض المسرحي “آخر ليلة …أول يوم” على خشبة مسرح الحمراء في دمشق. نصّ كتبه جوان جان منذ سنوات، وسبق أن قدمه عدد من المسرحيين وعُرض في أكثر من محافظة، ومن إخراج رائد مشرف الذي تشارك بطولته مع الفنانة عهد ديب ومن إنتاج مديرية المسارح والموسيقا.
العرض الذي افتتح في الـ(10) من الشهر الجاري، يقدم في تفاصيله قصة مجتمعية تصلح لكل زمان ومكان وتدور حول طبيب في الأربعينيات من عمره، متوسط الحال أقرب ما يكون إلى درجة الفقر، متزوج من امرأة تطمح بأن تصبح كاتبة تلفزيونية شهيرة، فتلجأ إلى المخرجين وأصحاب شركات الإنتاج الذين يحاولون استغلال أنوثتها من دون أن ينجحوا في ذلك، فتبقى حبيسة أحلامها محملّة زوجها مسؤولية إخفاقها ومتهمة إياه بأنه لم يقف إلى جانبها في محاولتها إثبات وجودها ككاتبة كما كان يعدها قبل الزواج.

*اتهامات متبادلة

يبدأ العرض بجو رومانسي يملأ الدفء من خلال الزوجين “وسام” و”منى” يجلسان حول الطاولة، وهي لحظات لتجديد عهود الحب في ذكرى ارتباطهما الخامس، وثمة خمس شموع مضاءة وطاولة مكتبية في أحد أركان غرفة الجلوس، وبعض الستائر البيضاء التي غلّفت المكان لتغطي حالة الفقر المعدم التي يعيشها الزوجان، مناسبة مالبثت أن تحولت إلى صراع متواتر حول أشياء بسيطة وإحساس كل منهما بتقصير الآخر تجاهه. ورغم الحب الكبير الذي يجمعهما إلّا أن روتين الحياة ومصاعبها طغى على الرابط المقدس الذي جمعهما واستحالة الحياة بينهما..

* دمشق العتيقة

وفي لحظة الاحتفال بعيد زواجهما يؤكد الاثنان ضرورة الانفصال في اليوم التالي نتيجة خلافاتهما المتكررة لتتصاعد من الإهانات الصغيرة ووصولها لمستوى الإهانات الكبيرة، ومن ثمّ تبادل التهم بالخيانات والضرب والإذلال والبحث عن كل ما يدين الآخر ويصغرّه، لتتكشف الحكاية وحقيقة المهنة التي يعمل بها “وسام” بأنه رئيس الممرضين في أحد المشافي، لكن حبّه وتعلّقه بمهنة الطب جعل الناس ينادونه بلقب دكتور وهو ليس كذلك، أما “منى” فرغم أنها تكتب النصوص الدرامية إلّا أنها لم تحظَ بفرصة لأن يشتري أحد نصوصها المكدّسة على الطاولة في زاوية الغرفة، ومازالت تلاحق وهم الشهرة وتطالب زوجها بالوفاء بعهده تجاهها ودعمها في مهنتها.. لحظات من القسوة بين الزوجين تتطور للضرب لكن كسر زجاج النافذة وجرح يد وسام أعادهما إلى رشدهما وغيّر من سيرورة الأحداث إلى خوف “منى” على زوجها قبل أن يستذكرا معاً لحظات الحب الأولى في شوارع دمشق العتيقة..

*حالة بوح

لحظات بدت كحالة بوح وإعادة استكشاف للحب الذي جمعهما، لكنها آخر ليلة تجمعهما وأول ليلة في حياتهما الجديدة، بعد أن أفرغا كل أوجاعهما في ذكرى زواجهما، يطرد وسام “منى” من المنزل ومن ثمّ يغيب “وسام” في حزنه، لكن بسرعة نعود إلى نفس المكان بعد عام وإلى عيد زواج جديد، بعد عدولهما عن قرار الانفصال واستمرار حياتهما على الرّغم من الصّعوبات والمشكلات والخلافات مؤكدين أنّ الحب هو من ينتصر في النهاية لتستمر الحياة رغم المشكلات.

Leave a Comment
آخر الأخبار