الحرية – نهلة أبو تك:
تتواصل حرائق الغابات في محافظة اللاذقية لليوم الثامن على التوالي، في واحدة من أكبر موجات الاشتعال التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، وسط محاولات مكثفة لاحتواء النيران ومنع تمددها نحو المناطق السكنية والسياحية.
وتتركز أخطر الجبهات حالياً في جبل الزاهية وجبل النسر النقطة ٤٥، حيث تعمل فرق الدفاع المدني السوري، والفرق التطوعية، وبإسناد مباشر من الطيران السوري والتركي والأردني، على إنشاء خطوط حماية لوقف زحف اللهب نحو بلدة كسب، التي باتت مهددة في حال خرجت النيران عن السيطرة.
وأكد محمد ناصر، مدير المكتب الصحفي للمنطقة الشمالية، أن “الفرق تعمل على حصر النيران ضمن هذه البقعة الجغرافية الحساسة، غير أن التضاريس الجبلية ووجود ألغام وذخائر غير منفجرة تعوق حركة فرق الإطفاء، فضلًا عن سرعة الرياح التي تسرّع انتشار اللهب”.
وأضاف ناصر في تصريح لـ”الحرية”: “حتى الآن، لا يمكن الإعلان عن نقاط سيطرة حاسمة، فالوضع لا يزال متقلبًا ويحتاج إلى جهد متواصل في الأرض والجو، ونثمّن بشدة الدور الجوي المشترك الذي يقوم به الطيران السوري والتركي والأردني في تغطية المناطق الساخنة ومنع امتداد النيران .
وفي غابات الفرنلق، تتصاعد سحب الدخان الكثيف منذ ساعات الفجر، في مشهد يعكس حجم الكارثة البيئية الناجمة عن اشتعال مئات الهكتارات من الغطاء النباتي الكثيف، وسط محاولات مستمرة من الفرق العاملة على الأرض لتطويق الحريق ومنع امتداده إلى عمق الغابة.
وتبقى الجهود مركّزة على منع الكارثة من الاتساع، في ظل ظروف ميدانية شديدة الصعوبة تشمل التضاريس الوعرة، الذخائر المتفجرة، وسرعة الرياح التي تؤجج ألسنة اللهب وتُصعّب السيطرة عليها.