الحرائق خسارة وطن لا أفراد.. غاباتنا تحتاج منظومة حماية فعالة تعتمد التقنية والتكنولوجية الحديثة لحمايتها

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية– مركزان الخليل:

منذ فترة ليست بالقليلة تتعرض غاباتنا إلى حرائق مدمرة، طالت مساحات واسعة من جغرافية سوريا، تركت آثاراً سلبية على الواقع البيئي والاجتماعي والزراعي، والاقتصادي بكل أبعاده، ومازالت الحرائق تلتهم هذه الثروة الحراجية التي تعود بعمرها الزمني إلى مئات السنوات حيث تعرضت الثروة الحراجية في الساحل السوري والغاب وبلدات كثيرة من مصياف إلى حرائق مدمرة للبشر والحجر، لأسباب كثيرة، تلعب فيها يد البشر السبب الأكبر في إشعالها، وتدمير الغابات وحالة التنوع البيئي والحيواني والبشري فيها، إلى جانب تدمير المواسم والأشجار الزراعية المثمرة وخسارة الدولة والأهالي لمليارات الليرات السورية، ناهيك عن التحول الكبير في معدلات الطقس، والتغيير المناخي.

خبير اقتصادي يدعو للاستفادة من تجارب الدول في مكافحة الحرائق لتطويق حركة انتشارها واستخدام تقنيات التكنولوجية أولى حلقات الاستفادة

أخطر الأسباب

حرائق الغابات تحمل أسباباً كثيرة، في حركة افتعالها، منها ما هو مقصود، وأسباب أخرى غير مقصودة، لكن تدخل يد البشر في القصد هو أخطر أسباب إشعال الحرائق لما تحمله من نيات مبيتة مسبقاً، وهنا يرى الخبير الزراعي المهندس حسان عبد الواحد أن حرائق الغابات أسبابها متعددة، منها خاضع لظروف الطقس وجفاف المناخ، ومنها ما يكون ناتجاً عن فعل البشر غير المقصود والمقصود في نفس الوقت، ونحن هنا نبحث ونعطي مفاتيح لحلول مطروقة، وحلول أخرى مستنبطة ومبتكرة، وذلك بهدف السيطرة على النيران، ووضع حد لانتشارها السريع، من دون تجاهل التوجيهات الصادرة عن الجهات الموكلة بمكافحة الحرائق وكيفية مساعدتها.
والبداية ما ينفذ على الأرض من باب الوقاية التي توصلنا للسلامة، يجب اتباع التعليمات الحكومية والتي تطلب فيها تجنب إشعال الأحطاب إلا في الأماكن المخصصة، وتخص هذه الإخطارات مرتادي الغابات من السائحين، والمواطنين على حد سواء، وهنا يمكن الاستفادة من حلول “أتت أوكلها” في العديد من البلدان وملخصها: إنشاء وفتح طرق بالاتجاهين، الطولي والعرضي ضمن الغابات، وبالتالي تشكل هذه الطرق حاجز قطع لسير خط النيران، بأطوال محددة يمكن استغلالها بالطبع لتخديم هذه الغابات والوصول إلى مراكزها، بعد تأمينها بالشكل الصحيح.

تأثيرات سلبية

وأوضح “عبد الواحد” أن لهذا المقترح نواحي سلبية تتمثل في تقطيع هذه الغابات، وتظهر كأنها عبارة عن مجموعة من الجزر المشجرة، ما يعني “تصغير” مساحة المحميات، وتغيير الشكل الطبيعي، ولكننا بالنهاية غايتنا الحفاظ على الطبيعة أكثر وعلى ما يمكننا حمايته.
والإجراء الآخر يكمن في استخدام الطائرات الرشاشة للماء والبودرة وهو الحل الأسرع والأنجع، وإن كان أسطولها مكلفاً، ومؤخراً أبلت بلاءً حسناً باستخدامها لإطفاء الحرائق في المنطقة، وعادة ما تكون هذه الطائرات برمائية بحمولات تصل إلى ستة أطنان من المياه، ومنها طوافات وطائرات اختصاصية، مع إمكانية استخدام ماء البحر اضطرارياً، وهذا الحل يتضمن منظومة لوجستية تعمل بالاعتماد على المتابعة والصور الجوية، من قبل وحدات المراقبة والتحكم، وبالتالي هذا الحل قابل للتطبيق فوراً بعد توافر الأموال المطلوبة لتأمين بنية هذا الإجراء.

التكنولوجيا تفرض كلمتها

الخبير الاقتصادي المهندس جمال شعيب قدم رأيه كمشاركة في حل مشكلة الحرائق، والحد من انتشارها، وتخفيف من حالة التشوه التي تتركها على الواقع البيئي والاقتصادي والخطورة الكبيرة التي تتعرض لها غاباتنا في الشريط الساحلي وبعض مناطق الداخل، والتي كثرت خلال الفترة الأخيرة لأسباب متعددة.
وتأكيد “شعيب” هنا يصب في حال استخدام وعمل الطرقات (بشكل طرنجات) يمكننا من اعتماد منظومة ذكية وآلية، يمكن عبرها التحكم عن بعد وذلك بتركيب أجهزة الاستشعار والإنذار المربوطة مع المضخات التي تعمل على الطاقة الشمسية مثلاً، والتي تفتح بشكل أوتوماتيكي بحال التحسس بالنيران (إشعاع وحمل) ووفق المعايرة اللازمة، وعبر هذه المضخات يمكن تشكيل غلالات مائية موجهة عبر المنظومة، كما يمكن لهذه المنظومة أن ترطب الأشجار في أيام الجفاف.
وهنا يمكن أن تتضمن المنظومة لوحات التحكم عن بعد، والمسطحات المائية والخزانات الأرضية والأحواض الصناعية المعزولة التي تخزن المياه التجميعية أو المستجرة من (البحيرات- الأنهر- البحار- الينابيع) وهذه المسطحات تكون معزولة بالبطائن البلاستيكية ومسقوفة بألواح الطاقة الشمسية، حتى تمنع التبخر وتمكننا من الاستفادة الأمثل للمياه المخزنة، والمتمثلة بتوليد حاجة المضخات وأجهزة المنظومة بالطاقة الكافية والضرورية للتشغيل.
وبالعودة إلى “شعيب” وعرض رأيه في كيفية الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة في إخماد الحرائق وتطويق انتشارها بالصورة الصحيحة، يؤكد هنا على استخدام وسائل وحلول تكنولوجية، مثل حاويات البودرة الكروية والأنبوبية، والتي تفتح عبر حساساتها بشكل أوتوماتيكي، ولكن استخدامها محدود وموضعي، وكذلك يمكننا استخدام أحدث ما تفتقت عنه الأفكار، وتوصل إليه العلم وهو إطلاق صواريخ معبأة بالبودرة باتجاه حدود النيران وبالتالي تشكيل الحاجز والمانع لانتشار النيران.

Leave a Comment
آخر الأخبار