نظام عالمي جديد يغيّر مسارات النفط والغاز

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة: مها سلطان:

عن تعاظم دور النفط والغاز الجيوسياسي، كتبت صحيفة «فيزغلياد» الروسية مقالاً عرضت فيه عودة النفط والغاز «إلى صميم النقاش حول الحرب والسلام» ليس كسلعة أساسية، بل كمفتاح لتوزيع القوة والسيادة والميزانيات المستقبلية.

تقول فيزغلياد: تقود واشنطن، ممثلةً بدونالد ترامب، هذه الديناميكية، مع زيادة الضغط على أوروبا بشكل حاد، المطالب بسيطة: أولًا، تسريع عملية استغناء الاتحاد الأوروبي عن الطاقة الروسية؛ ثانيًا، فرض رسوم جمركية على الصين والهند، المستمرتين بشراء النفط الروسي.

وافقت بروكسل بحكم الأمر الواقع على المطلب الأول، حيث وقّعت على شراء ما قيمته 250 مليار دولار من النفط والغاز الطبيعي المسال الأمريكي، ولكن هناك توقف واضح أمام المطلب الثاني، فلا يستطيع الاقتصاد الأوروبي تحمّل ضربة مزدوجة: ارتفاع تكاليف الطاقة من جهة، وإجراءات انتقامية من عمالقة آسيا في السلاسل الصناعية من جهة أخرى.

وتضيف الصحيفة الروسية: أصبحت الطاقة من جديد العامل الأساسي في الاختيار الاستراتيجي لإطار الأجندة، تواجه أوروبا معضلةً، فكلا المسارين يؤدي إلى نتائج مؤلمة: الابتعاد السريع عن الموارد الروسية – والذي تفاقم بسبب حرب الرسوم الجمركية مع آسيا – يُمثل ضربة موجعة للصناعة الروسية في الوقت الراهن، ويعني العيش على هامش العقوبات، و«استثناءات تعقبها استثناءات» وفقدان القدرة على التأثير في المفاوضات مع واشنطن.

الولايات المتحدة، بحزمها وبراغماتيتها، لا تُخفي هدفها: إعادة توزيع الطلب العالمي على الطاقة لمصلحة المنتجين الأمريكيين، مع ربط حلفائها في الوقت نفسه ببنيتها التحتية.

تستغل آسيا، وخاصة الصين والهند، فرص المفاضلة السعرية، وتعمل للحصول على حسومات جديدة، أما روسيا المعزولة والتي لا غنى عنها في آن واحد، فلا تزال توظف «فن الممكن» لمصلحة اقتصادها.. وبالطبع، لكسب الحرب.

في الوقت الحالي، عاد النفط والغاز إلى صميم الجغرافيا السياسية، وستظل الحال كذلك لفترة طويلة.

Leave a Comment
آخر الأخبار