الحرية- حسيبة صالح :
يثبت شباب سوريا أنهم قادرون على صناعة الأمل من رحم المعاناة، وأن التفوق ليس حكرًا على من امتلك الظروف المثالية، بل هو ثمرة الإصرار والإيمان بالقدرة على التغيير.
وفي إنجاز علمي يُضاف إلى سجل التفوق السوري، حصد الطالب مجد محمد التع المركز الأول على مستوى الجمهورية العربية السورية في السنة التحضيرية للكليات الطبية، محققًا معدلًا استثنائيًا بلغ 97.66%، ليكون بذلك نموذجًا يُحتذى في المثابرة والطموح.
مجد، من مواليد عام 2007، ينحدر من قرية الحيدرية التابعة لسهل الغاب في ريف محافظة حماة، ويتابع دراسته الجامعية في جامعة اللاذقية. وقد برز تفوقه منذ المراحل الدراسية الأولى، إذ حصل على 300 من أصل 310 في شهادة التعليم الأساسي، ثم واصل تألقه في المرحلة الثانوية محققًا 289.5 من أصل 290، ليُتوّج هذه المسيرة بالمركز الأول على سوريا في السنة التحضيرية.
وفي حديثه لـ”الحرية”، أشار مجد إلى جملة من التحديات التي واجهته خلال هذه السنة المفصلية، أبرزها بُعد الجامعة عن مكان إقامته، والانتقال من الأسلوب المدرسي إلى النمط الجامعي المكثف، إضافة إلى ضيق الوقت وكثافة المعلومات، فضلًا عن الحرائق التي طالت منطقته وأثّرت على ظروف الدراسة.
ورغم هذه الصعوبات، استطاع مجد أن يثبت أن الإرادة الصلبة والعزيمة القوية قادرتان على تجاوز المحن وتحقيق النجاح. وقد وجّه رسالة إلى الطلاب المقبلين على السنة التحضيرية، داعيًا إياهم إلى عدم مقارنة أنفسهم بالآخرين، وعدم الانشغال بالتفكير الزائد، والتركيز فقط على السعي والاجتهاد، فهما مفتاح التفوق الحقيقي.
إن قصة مجد محمد التع ليست مجرد إنجاز أكاديمي، بل هي رسالة وطنية تقول: هنا سوريا… حيث يولد النجاح رغم الرماد، وحيث يكتب المجد اسمه بحروف من نور على صفحات المستقبل.