الحكاية السورية حين يختلط الألم بالأمل

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- يسرى المصري:

لا يمكن لأي دولة أن تشق طريقها نحو مستقبل مشرق ما لم تواجه التاريخ على نحو صريح وصادق كما فعل وقال السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كأول رئيس سوري يجسد أمل شعب كامل وأمة كاملة منذ 67 عاماً مؤكداً في خطابه للعالم من المؤيدين والمتشككين أن سوريا الحضارة والتاريخ تستحق الفرصة لإعادة تموضعها في معادلات المنطقة بعدما وقعت منذ 60 عاماً تحت نظام غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها.. واستخدم أبشع أدوات التعذيب ضد الشعب السوري، وقتل نحو مليون إنسان وهدم نحو مليوني منزل”.

الرئيس الشرع الذي سرد بإيجاز وبلاغة حكاية الشعب السوري ما بين الألم والأمل رأى أنه لم يكن أمام الشعب سوى تنظيم صفوفه وخوض معركة عسكرية توجت بنصر استعاد فيه حقه، وأصبحت سوريا اليوم نتيجة لذلك بلداً يمثل فرصة للسلام والازدهار في المنطقة .
فخلال أشهر قليلة ومنذ التحرير في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت الإدارة الجديدة سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 /كانون الثاني 2025، الشرع رئيساً للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.
السوريين الذين ترقبوا الخطاب وتابعوه بحماس في الساحات العامة شعروا بيقين في تلك اللحظة التاريخية أنهم انتقلوا من مرحلة التهميش والبرود التي كانوا يواجهونها إلى لحظة ندية واعتزاز صنعها النصر ودماء الشهداء، وكانت مشاهدة رئيس البلاد يخاطب العالم تتويجاً لمسار طويل من التضحيات، وتحولاً من الإحساس بالذل إلى شعور مستحق بالعزة والكرامة.
سوريا التي استعادت دورها الطبيعي، بات المجتمع الدولي يعترف بدورها الريادي والإقليمي.
لكن”الإنجاز السوري الفريد دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية سعياَ لتقسيم البلاد”.

وكان الرد الحكومي بالتأكيد على العدالة الانتقالية وتقديم كل من تلطخت يداه بالدماء للعدالة.
الرئيس الشرع كان واضحاً أن سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية وتتعهد بالالتزام بمعاهدة فض الاشتباك، وأنها وضعت سياسة قائمة على الدبلوماسية والاستقرار، وتطالب برفع كل العقوبات عنها.
ولفت إلى أن سوريا تدعم أهل غزة وأطفالها وتطالب بوقف الحرب فوراً.

سوريا اليوم تعيد بناء نفسها وتبرز النموذج الإصلاحي والتنموي وهي بلد صاحب حضارة يليق بها أن تكون دولة قانون، سوريا تُقدم نفسها كعامل استقرار منفتح على محيطها العربي والإقليمي ودول العالم، لا كمصدر أزمات ولا كدولة تبحث عن مساعدات وإنما تسعى لإعادة إعمار بلدها بسواعد أبنائها والمجتمع المحلي وصناديق التنمية وهي مصممة على تحقيق السلام وألا يتكرر دمار الحرب .. عبر فهم التاريخ ومعالجته بشكل صحيح، واتخاذ إجراءات ملموسة لوضع الأساس السياسي للعلاقات السورية العربية، وعلاقات سوريا مع الدول المجاورة، وصورة سوريا أمام العالم.
كلمة الرئيس الشرع  وتوصيفه للحكاية السورية نجحت في استخلاص الدروس من الماضي لمواجهة المستقبل ومواجهة التاريخ بجدية لكسب الاحترام.

Leave a Comment
آخر الأخبار