الحرية – محمد زكريا:
أنهت المؤسسة العامة للأعلاف تحضيراتها اللازمة لاستقبال موسم حصاد الذرة الصفراء، حيث باشرت في افتتاح ثلاثة مراكز، هي مركز أعلاف حماة، ومعمل تل بلاط بحلب، وفرع أعلاف دير الزور، الأمر الإيجابي هو قرب مراكز الاستلام من أماكن زراعة المحصول وهذا يسهل عمليات الاستلام، ويأتي ذلك في إطار حرص المؤسسة على تأمين المواد العلفيّة.

لا تغطي أكثر من 15%
وحسب المعطيات الواردة إلينا من المؤسسة فإن كميات الإنتاج لهذا الموسم من المتوقع أن تصل إلى نحو خمسة آلاف طن فقط، وهي لا تغطي أكثر من 15% من حاجة السوق المحلية، وبالتالي فإن اللجوء إلى استيراد المحصول أمر لا مفر منه، وذلك لتغطية حاجة السوق المحلية، مقابل صفر من إنتاج الموسم الماضي، في حين وصل المستورد للعام الماضي إلى 47.5 ألف طن، كما أشارت المعطيات إلى أن المؤسسة قد أعلنت عن البدء في عمليات الاستلام منذ يوم السبت الماضي، لكن إلى الآن لم تسجل أية حالة استلام.
محصول استراتيجي
الخبيرة الزراعية الدكتورة انتصار الجباوي أشارت إلى أن الذرة الصفراء تُعدّ من المحاصيل الاستراتيجية التي يزداد عليها الطلب محلياً، لكونها المكوّن الرئيسي في صناعة الأعلاف، وبالتالي فهي تمثل حلقة أساسية في سلسلة الأمن الغذائي الوطني، موضحة أنه مع تزايد التوجه نحو دعم الأعلاف المحلية وتقليل الاستيراد، خطت المؤسسة العامة للأعلاف خطوة إيجابية بافتتاح مراكز جديدة لاستلام الذرة الصفراء من الفلاحين، منها فرع أعلاف حماة، ومعمل تل بلاط في حلب، وفرع دير الزور، لتسهيل عمليات الاستلام وتقريب الخدمات من مناطق الإنتاج.
تسعير حقيقي
وبينت الجباوي لـ (الحرية) أنه على الرغم من أهمية هذه الخطوة لجهة البنية التنظيمية والتسهيل الإداري، إلا أن نجاحها الحقيقي، يرتبط بشكل مباشر بتسعير المحصول بشكل عادل ومجزٍ، مضيفة إن افتتاح مراكز الاستلام يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تحقق هدفها ما لم يكن سعر الشراء مشجعاً للفلاح، فإذا لم يُغطِّ السعر تكاليف الإنتاج ويؤمن هامش ربح منطقي، فلن يكون هناك حافز حقيقي للاستمرار في زراعة الذرة الصفراء، مهما كانت التسهيلات الإدارية متاحة.
ركيزة لقطاع الأعلاف
ونوهت الجباوي بأن هذا المحصول ليس مجرد محصول موسمي، بل هو ركيزة لقطاع الأعلاف، وبالتالي فإن سياسة التسعير العادل هي المدخل الأساس لتشجيع التوسع في زراعتها مستقبلاً، خصوصاً في المناطق التي تمتلك مقومات مناسبة من تربة ومياه ومناخ، مؤكدة أن تكامل السياسات الزراعية والتسويقية هو ما يضمن تحقيق الهدف النهائي من دعم هذا المحصول، أي تحقيق توازن بين مصلحة الفلاح والمربي والمستهلك.