الحرية – دينا عبد:
الذهول الذهني حالة مؤقتة يفقد الإنسان خلالها فجأة القدرة على التفكير أو استحضار أي أفكار سابقة، وكأن عقله قد توقف عن العمل للحظات، ويمر بها الإنسان خلال حياته المهنية والطالب خلال حياته الدراسية.
وبحسب اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي فإنّ الدراسات أثبتت أنه ظاهرة حقيقية في الدماغ وليست مجرد شعور عابر، حيث يعتقد البعض أنه مجرد شكل من أشكال شرود الذهن، لكن تؤكد الدراسات أنه ظاهرة مستقلة بخصائصها.
وتبين نجاتي خلال حديثها لصحيفة الحرية أن الشخص في حالة الذهول الذهني، لا يعاني فقط من صعوبة في التركيز، بل يصل الأمر إلى انقطاع في تدفق الأفكار، مصحوباً بشعور واضح بالنعاس والإرهاق والتعب، ويعاني الناس من الذهول الذهني لفترات تتراوح بين ثوانٍ قليلة أو جزء من الثانية، وتختلف الحالة من شخص لآخر، حيث يصفها البعض كلحظات فراغ ذهني كامل، بينما يختبرها آخرون على أنّها مجرد صعوبة مؤقتة في استحضار الأفكار.
وتضيف نجاتي: “الذهول الذهني” يصنف كحالة وعي مستقلة، تشبه – أو تختلف عن – حالات أخرى مثل شرود الذهن، وترتبط هذه الظاهرة بتغيرات واضحة في النشاط العصبي فقبل لحظات من حدوث الذهول الذهني، تظهر أنماط مميزة من النشاط في مناطق الدماغ الأمامية والزمنية.
أعراضه
ووفقاً للدكتورة نجاتي فإنّه عند حدوث هذا الذهول ينخفض معدل ضربات القلب ويتقلص بؤبؤ العين، كما تظهر موجات دماغية تشبه تلك المسجلة أثناء النوم، ما دفع بعض العلماء لوصف هذه الحالة بـ”النوم الموضعي” الذي يصيب أجزاء من الدماغ بينما يبقى الشخص في حالة يقظة ظاهرية.
ووصفت نجاتي حالة الشرود الذهني بأنها شائعة وليست نادرة الحدوث وتحدث بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر، وتعدّ مؤشراً بأنّ الإنسان يتحمل فوق الطاقة الاستيعابية لديه.
ونصحت نجاتي من يعانون من ظاهرة الذهول الذهني بعدم الخوف، فهي مرحلة مؤقتة يتوقف فيها الدماغ لفترة قصيرة عن الاستجابة واتخاذ القرارات .
العلاج
ونوهت نجاتي بأن طريقة علاج حالات الذهول الذهني لا تحتاج إلى علاج دوائي فهي ليست مشكلة عضوية، تتطلب أن يمنح الشخص نفسه قسطاً من الراحة فقط.