الرئيس الشرع ومهمة بناء الدولة وحمايتها.. أن نكون معاً موحدين متحدين عندها لا غالب للسوريين ولا غالب لسوريا

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:
خطوة واحدة فقط إلى الوراء لننطلق أقوى. خطوة هي رؤية لنتعظ وليكون الغد أفضل. خطوة وبعدها لا رجوع ولا خذلان لسوريا وليكون جميع أبنائها على قلب واحد.. وعندها لا غالب لهم ولا غالب لسوريا مهما كانت التحديات ومهما اشتدت الخطوب.
هذا طوق المرحلة للنجاة، أطلقه السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمته اليوم الثلاثاء أمام مؤتمر الحوار الوطني السوري بقصر الشعب في العاصمة دمشق. نجاتنا أن نكون معاً، سوريين وطنيين أحراراً موحدين متحدين فلا تُسرق منا سوريا مرة أخرى. أن نكون على مستوى التحديات الداخلية في الصبر والشجاعة والجرأة، وعلى مستوى التحديات الخارجية في قوة المواجهة والدفاع.. سلاحنا الوحيد وطن يجمعنا، وليس سلاحاً يقتلنا ويفرّقنا. جميعنا تحت سقف الدولة لنبني دولة القانون والعدالة الاجتماعية والسلم الأهلي.


يقول الرئيس الشرع في كلمته متوجهاً إلى كل سوري داخل الوطن وخارجه: سوريا تناديكم لتقفوا جميعاً متحدين متعاونين لمداواتها وتضميد جراحها ومواساتها وكلها ثقة بكم أنكم لن تخذلوها ولن تغفلوا عنها وستسهرون لحمايتها وبنائها وازدهارها.
هذا المؤتمر ليس بداية فقط بل هو خطوة في مشوار الألف ميل، لكن السوريين بإمكانهم أن يحولوا الخطوة إلى مئة، فيختصرون الألف ميل. يقول الرئيس الشرع: نحن أمة العمل والجد وإذا قلنا فعلنا، وإذا ائتمنا أدينا، وإذا وعدنا وفيّنا، بعون الله.
لقد مر على سوريا تاريخ طويل، قرن من التحديات والتحولات، يعرضها الرئيس الشرع من مرحلة الاستعمار إلى التيه السياسي مروراً بالوحدة ثم حزب البعث إلى حكم الأسدين، ويضيف: «لقد تحملت سوريا خلال هذه الحقبة أوجاعاً وآلاماً عدة، اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية ومعنوية وأخرى».. «ثم أتت الثورة السورية المباركة، ثم النصر المبين والفتح العظيم، أنقذت سوريا من الهلاك لكنها مثقلة بالجراح» وبحاجة لجميع أبنائها.
سوريا بحاجة اليوم لنا جميعاً لـ:
نبني الدولة من جديد.. نوحد السلاح بيد الدولة.. نعيد السلم الأهلي تحت سقف الوطن.. نواجه بصلابة وحزم من يريد العبث بأمننا ووحدتنا.. ننهض بالاقتصاد ونحول المحن إلى منح.. نقيم دولة القانون.. نتخذ قرارات جريئة مهما كانت مؤلمة وصادمة ونتحمل مسؤوليات التطبيق والتنفيذ وانتظار النتائج.. ندفع بسوريا لتكون بمستوى محيطها الذي تراجعت عنه كثيراً.. نتمسك بفرحة النصر بمواجهة من ساءهم نصر السوريين وفرحتهم فسعوا إلى تقويضها.. أن نؤسس لنظام يشبهنا وليس لاستيراد أنظمة وتحويل المجتمعات إلى حقول تجارب.
هذا ما أكد عليه الرئيس الشرع مجدداً، وهو منذ اليوم الأول للتحرير في 8 كانون الأول الماضي، يؤكد عليه، فهو طوق نجاتنا، وخلال معركة التحرير كان العنوان والهدف. كان الأهم هو العمل على مرحلة ما بعد التحرير، لكي تصل الثورة إلى هدفها النهائي. يقول الرئيس الشرع: «سعينا خلال معركة التحرير وبعدها لحقن الدماء وعدم هدم الحواضر واستعملنا في ذلك طرائق متعددة وكل ذلك ليتسنى للسوريين أن يجلسوا مع بعضهم ويعيدوا بناء بلدهم».
ويضيف: إن الشعوب الحية هي الشعوب التي تحمل رصيداً وافراً من القيم الاخلاقية، فما إن تمسكت بها نجت، وما إن تخلت عنها فشلت».. «ما نعيشه اليوم فرصة استثنائية تاريخية نادرة علينا استغلال كل لحظة فيها لما يخدم مصالح شعبنا وأمتنا ويليق بتضحيات أبناءها».
بقي أن نركز على النقطة الأهم التي وردت في كلمة الرئيس الشرع، وهو تركيز واجب ولازم نظراً لخطورة المرحلة واشتداد المخاطر إقليمياً حول سوريا.
يقول الرئيس الشرع: إن السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعاً، وإن الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما، وتعرض نفسها الحامية المنقذة، دعوات فارغة لا تنطلي على الوعي السوري. إن سورية مدرسة في العيش المشترك يتعلم منه العالم أجمع…».
هذه رسالة للعدو الإسرائيلي، من كل سوريا، شعباً وقيادة. سوريا وحدة واحدة، جغرافياً وديمغرافياً، لا مكان فيها لعميل أو دخيل… ولا لعدو قريب أو بعيد.

Leave a Comment
آخر الأخبار