السوريون يحتفلون برفع العقوبات الأميركية.. هذا هو «الإعلان الكبير» المنتظر

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

بالنسبة لنا في سوريا هذا هو «الإعلان الكبير» المنتظر، الذي يغير المسارات ويقلب الموازين. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن رفع العقوبات عن سوريا، والسوريون نزلوا إلى الشوارع والساحات احتفالاً. إنها اللحظة التي انتظروها منذ التحرير في 8 كانون الأول الماضي، وكانوا واثقين من أنها لا بد ستأتي، وقد أتت، وهم إذ يحتفلون بهذا الإعلان الأميركي الكبير فهم يحتفلون أيضاً برئيس عمل بدأب وحرص وصبر وحكمة عالية من أجل تحقيق ما كان يعتبره البعض حتى الأمس القريب أمراً بعيداً جداً عن التحقيق، مفترضين أن ترامب لن يغير سياساته تجاه سوريا والتي تتركز على أن سوريا بعيدة عن المصالح الأميركية، أو لنقل أن ترامب يراها على هامش المصالح الأميركية، وتالياً فإن رفع العقوبات ليس ضمن أولوياته. وكان هؤلاء يفترضون أن المصالح الأميركية متحققة على الأرض بوجود وكلاء وكيانات، وتالياً فإن ترامب يستطيع أن يستخدم إلى الحد الأقصى ورقة العقوبات للضغط على سوريا وقيادتها، وأخذ كل شيء مقابل لا شيء.. لكن الحسابات الأميركية/الترامبية أوسع وأعمق، وأذكى، بمعنى المدى الاستراتيجي الإقليمي والدولي، الذي يتركز على أن سوريا دولة محورية، تتقاطع بصورة مباشرة مع محورية المصالح الأميركية في المنطقة.. وعليه فإن قرار رفع العقوبات عنها كان متوقعاً بين ساعة وأخرى.

ترامب يرفع العقوبات والسوريون يحتفلون.. لحظة تحول كبرى لسوريا الجديدة

الخارجية السورية، على لسان الوزير أسعد الشيباني، رحبت بقرار ترامب ووجهت الشكر للسعودية «قيادة وشعباً وحكومة على الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة» مؤكدة أن «هذه الخطوة تمثل انتصاراً للحق وتأكيداً على وحدة الصف العربي».
وأكد الشيباني أن «الدبلوماسية السعودية أثبتت مجدداً أنها صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي» وقال متوجهاً إلى قيادتها: مساهمتكم الفاعلة في رفع العقوبات عن سوريا تعكس حرصاً حقيقياً على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم».
وأضاف: «ننظر إلى رفع العقوبات كبداية جديدة في مسار إعادة الإعمار، وبفضل مواقف الأشقاء، وفي مقدمتهم السعودية، نفتح صفحة جديدة نحو مستقبل يليق بالشعب السوري وتاريخه».
.. وهي بداية جديدة بكل معنى الكلمة. سوريا ستتحول ورشة عمل متكاملة داخلياً وعربياً ودولياً، والسوريون في أقصى درجات الإيجابية والتفاؤل، وهم يترقبون في الوقت ذاته اللقاء المرتقب بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس ترامب، غداً الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض.
قرار ترامب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا ، لاقى ترحيباً عالمياً، واهتماماً من أعلى المستويات الاقتصادية، مسؤولين وخبراء ومحللين تسابقت الفضائيات العربية والأجنبية في استضافتهم للحديث عما يعنيه هذا القرار، ليس بالنسبة لسوريا فحسب على مستوى المنطقة، والمستوى الدولي. ومن المتوقع أن يستمر هذا القرار في دائرة التركيز والاهتمام فترة طويلة في ظل ما سيتبعه من تحركات وإجراءات عربية وإقليمية ودولية على الصعيد الاقتصادي (والسياسي أيضاً).
ويواصل ترامب جولته الخليجية، حيث ينتقل غداً من السعودية إلى قطر والإمارات. وكانت زيارته للسعودية في يومها الأول تضمنت توقيع «وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية» واستثمارات هي الأكبر ضخامة في تاريخ العلاقة بين البلدين.

Leave a Comment
آخر الأخبار
نائب رئيس غرفة تجارة حلب لـ "الحرية": رفع العقوبات سيساهم في جذب الاستثمارات العربية والأجنبية وتخفي... اتحاد نقابات العمال: رفع العقوبات خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح وطي أكثر الصفحات ظلماً تجاه شعب بأك... خلال جولته على عدد من المنشآت الحيوية في درعا.. وزير الطاقة: رفع مستوى الأداء بما ينعكس إيجاباً على ... بي بي سي نقلاً عن ترامب "الشرع رجل جذاب وقوي" واللقاء كان رائعاً إطلاق بطولة لعبة الشطرنج على مستوى المحافظة في الصالة الرياضية  بطرطوس «‏The New Arab‏» بعد لقائه الرئيس الشرع.. ترامب أول رئيس أمريكي يلتقي رئيساً سورياً منذ 25 ‏عاماً وزارة الخارجية والمغتربين تنشر بياناً بشأن اللقاء بين السيد الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونال... طوق نجاة للسوريين.. فرص كبيرة للاستثمار الخارجي وإعادة هيكلة المصانع المتوقفة والعودة للإنتاج وصول طائرة مساعدات قطرية مقدمة من مؤسسة حمد الخيرية وزير الإعلام: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب لبدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار