الحرية- دينا عبد:
تحمل الدراسة في فصل الشتاء طابعاً مختلفاً تماماً عن الدراسة في الفصول الأخرى وخصوصاً فصل الصيف، فالجو البارد والأيام القصيرة يخلقان نوعاً من الهدوء النفسي والتركيز الذهني لدى الطلاب ما يجعلهم أكثر استعداداً للتعلم وأكثر التزاماً في دراستهم.
الجو البارد يعطي شعوراً بالراحة
د. يارا أحمد الاختصاصية التربوية والاجتماعية بيّنت خلال حديثها لصحيفة الحرية؛ في الشتاء تقلّ عوامل التشتت الخارجية بشكل واضح فالأطفال لا ينشغلون كثيراً باللعب في الخارج أو بالخروج في أوقات طويلة كما يحدث في الصيف وهذا يمنحهم وقتاً أطول للبقاء في جو هادئ ومستقر يساعدهم على التركيز والمذاكرة، كما أن الجو البارد يبعث في النفس شعوراً بالراحة والسكينة ويقلل من الإرهاق الذي تسببه درجات الحرارة المرتفعة في الصيف ما ينعكس إيجاباً على الأداء العقلي والانتباه داخل الصف.
د. أحمد: الطلاب في فصل الشتاء يميلون للانضباط والإحساس بالمسؤولية.
وتابعت: ألاحظ أيضاً أنّ الطلاب في فصل الشتاء يميلون إلى الانضباط أكثر ربما لأن الأجواء العامة تعزز الإحساس بالمسؤولية والجدية، فالشتاء غالباً ما يكون موسم بداية الفصول الدراسية أو مرحلة الاستعداد للامتحانات وهذا ما يدفع الطالب إلى تنظيم وقته بشكل أفضل والتفكير في أهدافه الدراسية بتركيز أكبر
تعزيز العلاقات الأسرية
ومن الجانب الاجتماعي فصل الشتاء يسهم في تعزيز العلاقات الأسرية فبقاء أفراد الأسرة في المنزل لفترات أطول يخلق نوعاً من التواصل والدفء العائلي الذي يمنح الطفل دعماً نفسياً مهماً يساعده في تحصيله الأكاديمي.
ومع ذلك لا يمكن إغفال بعض التحديات البسيطة التي قد تواجه الطلاب في هذا الفصل مثل صعوبة الاستيقاظ صباحاً بسبب برودة الطقس، أو انخفاض النشاط البدني نتيجة قلة الحركة. كما أن انتشار بعض الأمراض الموسمية كالرشح والإنفلونزا قد يؤثر أحياناً على انتظام الدراسة لكن هذه السلبيات تبقى محدودة ويمكن التعامل معها من خلال التوعية الصحية وتنظيم الأنشطة داخل الصفوف الدراسية.
الدراسة الجادة في فصل الشتاء
وبشكل عام فصل الشتاء هو الوقت الأنسب للدراسة الجادة والتحصيل المعرفي العميق لما يوفره من أجواء مريحة نفسياً وعقلياً.
فهو فصل يهيئ الطلاب للتركيز ويُقلل من التشتت ويمنحهم بيئة هادئة تساعد على بناء مهارات التفكير والانضباط الذاتي وبرأي الاستشارية يمكن استثمار هذا الفصل بشكل فعّال لتعزيز جودة العملية التعليمية ودعم النمو الأكاديمي والاجتماعي للطلاب.
توصيات
وانطلاقًا من رؤيتي التربوية أؤكد أن الدراسة في فصل الشتاء تحمل فرصاً كبيرة لتحسين التحصيل العلمي للطلاب إذا ما تم استثمارها بشكل سليم ومن أهم التوصيات التي أقدمها في هذا السياق:
تهيئة بيئة صفية مريحة ودافئة تشجع على المشاركة والانتباه.
وتنويع الأنشطة التعليمية لتشمل بعض الحركات الجسدية أو الألعاب الصفية القصيرة للحفاظ على النشاط البدني.
إضافة لتشجيع الأسر على وضع روتين ثابت للنوم والاستيقاظ يساعد الطلاب على التكيف مع برودة الصباح وتنظيم يومهم الدراسي.
والاهتمام بالصحة الوقائية من خلال التوعية المستمرة بنظافة اليدين والتهوية الجيدة للفصول لتقليل الأمراض الموسمية.
وأخيراً: تعزيز الجانب النفسي الإيجابي لدى الطلاب من خلال خلق بيئة صفية دافئة مليئة بالدعم والتشجيع.