الحرية – باسمة إسماعيل:
تواصل مديرية الصحة في محافظة اللاذقية عملها الحثيث لإعادة ترميم المراكز الصحية، وتجاوز النقص الحاد في الأجهزة الطبية في المشافي والمراكز التابعة لها، ضمن مساع حثيثة لتحسين الواقع الصحي العام في المحافظة، في ظل ظروف صعبة وإمكانيات محدودة.
خطوات على طريق الترميم والتجهيز
في تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية”، أوضح معاون مدير صحة اللاذقية محمد خليل، أن المديرية تبذل جهوداً مستمرة لإعادة تأهيل المراكز الصحية التي تضررت خلال السنوات الماضية، ومن أبرز هذه المراكز مركز قنينص الصحي في مدينة اللاذقية، الذي تم تزويده ببعض الأجهزة الأساسية، بالإضافة إلى مركز الفيض في جبلة، الذي أُعيد تدشينه منذ عدة أيام، بعد أن خضع لعمليات ترميم شاملة بفضل جهود داعمين ساهموا في تأمين الأجهزة اللازمة وتشغيل المركز من جديد.
وأشار خليل إلى أن العمل جارٍ على تأهيل مركز كنسبا الصحي بدعم من جهة متبرعة، كما تم الانتهاء من الدراسات الفنية الخاصة بـمركز بروما، تمهيداً للبدء بأعمال الصيانة وتجهيزه بالكادر اللازم من أطباء وممرضين وإداريين.
توجهات جديدة في الإدارة والدعم
وبيّن معاون المدير أن وزارة الصحة بدأت بتطبيق توجه جديد يتمثل في إلغاء الاستجرار المركزي، ومنح المديريات حرية تأمين المستلزمات الطبية والأدوية بشكل مباشر، وفق الاعتمادات المتاحة لكل مديرية، وهو ما اعتبره خطوة جريئة من الوزارة تسهم في تسريع عمليات الاستجابة لحاجات المشافي والمراكز.
كما كشف خليل عن تحسن ملحوظ في آلية صيانة الأجهزة الطبية، بعد أن كانت خاضعة لعقود مركزية معطلة، حيث باتت المديريات قادرة على التعاقد مع الوكلاء الحصريين أو إجراء مناقصات شفافة تتيح المنافسة المشروعة.
صعوبات تعرقل النهوض بالقطاع الصحي
ورغم هذه الخطوات، لا تزال المشافي العامة والمراكز الصحية تواجه جملة من التحديات والصعوبات، حسب ما أكده خليل، وأهمها ضعف وعي متلقي الخدمة ومرافقيهم، ولا مبالاتهم بالتجهيزات الطبية والأثاث، مما يؤدي إلى الإهمال والعبث بالمعدات وعدم الالتزام بالنظافة، ما يزيد من الأعباء على الكادر الطبي.
وأشار إلى أن من الصعوبات التي تعانيها المشافي العامة، صعوبة صيانة الأجهزة الطبية مع نقص الخبرات الفنية لصيانة الأجهزة، وصعوبة تأمين مستلزمات العلاج بشكل متكامل في الوقت المناسب، الأمر الذي يؤخر تنفيذ الخطط العلاجية ويؤثر سلباً على الخدمة المقدمة للمريض ويربك الفريق الطبي.
نحو واقع صحي متكامل
وأكد الدكتور خليل أن مدير الصحة في اللاذقية، الدكتور خليل آغا، يبذل جهوداً كبيرة لإعادة تفعيل دور المراكز الصحية، لا سيما في المناطق التي تشهد عودة الأهالي المهجرين، مثل ريف جبل الأكراد وريف التركمان ومنطقة الحفة، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ومنظمة اليونيسف وغيرها من الجهات الداعمة.
وختم خليل حديثه بتفاؤل، رغم التحديات، مشدداً على أن القطاع الصحي يسير بخطى ثابتة نحو الأفضل، “بفضل الإرادة الصادقة والنوايا الطيبة، وبجهود أبناء هذا الوطن الحريصين على النهوض بالواقع الصحي، آملين أن تعود مشافينا ومراكزنا الصحية إلى سابق عهدها في تقديم الخدمة الطبية اللائقة لكل مواطن.”