التعرفة الجديدة للكهرباء ترفع من وتيرة الطلب على سخانات وأجهزة الطاقة الشمسية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- عمار الصبح:

يشهد سوق الطاقة الشمسية في درعا، ارتفاعاً في الطلب على السخانات وعلى منظومة الطاقة الشمسية، لاعتمادها كمصدر بديل للكهرباء في تسخين المياه وفي الإنارة وغيرها من الاستخدامات المنزلية، في خطوة ازدادت وتيرتها بعد صدور قرار التعرفة الجديدة للكهرباء والتي تضاعفت مؤخراً.

ارتفاع في الطلب على السخانات

وأوضح عدد من العاملين في سوق الطاقة الشمسية، أن ثمة ارتفاعاً في الطلب على السخانات الشمسية لاستخدامها كبديل عن التسخين بالكهرباء عبر “القاظانات” ذات الاستهلاك العالي من الكهرباء.
وقال قاسم عساف فني تركيب أجهزة طاقة شمسية، إن قرار رفع تعرفة الكهرباء وبنسب مرتفعة، وساعات التقنين التي لا تزال طويلة، دفع الكثيرين جدياً للتحول إلى الطاقة الشمسية، خصوصاً السخانات، حيث لجأت الأسر الميسورة الحال إلى تركيب سخانات شمسية، لتوفير المياه الساخنة للحمام والاستخدامات المنزلية الأخرى، وذلك لتخفيف الضغط على “القاظانات” التي تستجر كميات كبيرة من الكهرباء لتسخين المياه، ما يخفف من الأعباء المالية الناجمة عن فواتير الكهرباء المرتقبة.
وأشار إلى أن أسعار السخانات الشمسية تختلف باختلاف سعة الخزانات وعدد الأنابيب، حيث تتراوح سعة الخزانات مابين 150- 350 ليتراً، وعدد الأنابيب ما بين 15- 36 أنبوباً، أما الأسعار فهي تتراوح ما بين 250- 500 دولار.

تفاوت في الأسعار.. وتركيب المنظومات لا زال مقتصراً على المقتدرين والمغتربين

المقتدرون والمغتربون أوفر حظاً!

وبالتوازي مع أجهزة التسخين، شهد العام الجاري ارتفاعاً في حجم الطلب على شراء مستلزمات الطاقة الشمسية، من بطاريات وألواح وأجهزة محولة (إنفرتر)، مقارنة مع كانت عليه خلال سنوات سابقة.
ويعود هذا الارتفاع إلى جملة من الأسباب أبرزها، بحسب ما قاله محمود العثمان مدير شركة للطاقة الشمسية، عودة كثير من السوريين من دول الجوار بعد التحرير، وعودة المغتربين خلال أشهر الصيف، إضافة إلى استمرار التقنين الطويل للتيار الكهربائي وأيضاً قرار رفع التعرفة الكهربائية.
وبيّن العثمان أنه ورغم الحديث عن ارتفاع الطلب على الطاقة الشمسية، فإن تركيب المنظومات لا زال مقتصراً على المقتدرين مادياً، إذ إن أسعار المستلزمات لا زالت مرتفعة ولا قدرة للكثيرين على شرائها.
وأوضح أن الأسعار تختلف حسب الاستطاعة والجودة، وبالعموم تتراوح تكلفة الطاقة المنزلية باستطاعة متوسطة ما بين 500 و 1000 دولار، فيما ترتفع الأسعار للمنظمومات ذات الاستطاعات العالية والتي تستخدم فيها ألواح أكثر وبطاريات ليثيوم وانفيرترات ذات أحمال مرتفعة، لتصل إلى 3000 دولار، لافتاً إلى أن البطاريات تعد الأكثر مبيعاً بسبب الحاجة إلى تبديلها بعد انتهاء عمرها واستهلاكها كلياً.
وأشار إلى أن ارتفاع الطلب زاد من حجم التنافس لتقديم عروض للراغبين بتركيب منظومات الطاقة الشمسية، منها الكفالة أو الإعفاء من أجور التركيب وتقديم القاعدة الحديدية بشكل مجاني.

تحديات أبرزها التكاليف

ويواجه سوق الطاقة الشمسية جملة من التحديات التي أعاقت نموه بشكل أكبر، فالتكاليف المرتفعة تبرز كأحد أهم هذه التحديات، إذ لا تزال أسعار المنظومة خارج قدرة كثيرين على مجاراتها، إضافة إلى غياب الدعم الحكومي لمشاريع الطاقة المتجددة المنزلية.

خبير: السوق المحلية لا يزال يعتمد اعتماداً شبه كلي على الاستيراد

ويرى الخبير في الطاقات المتجددة ومنظومات الطاقة الشمسية زكريا أبو هلال، أن السوق المحلية لا يزال يعتمد اعتماداً شبه كلي على استيراد مستلزمات الطاقة الشمسية، بدءاً من الألواح مروراً بالبطاريات والمحولات (الانفيرترات) وغيرها من المستلزمات الأخرى، ما يجعل السوق تحت رحمة المستوردين لهذه المنظومات، وأيضاً لتقلبات سعر الصرف.
وأضاف: الوقت قد حان لطرح مشاريع استثمارية، ومصانع لإنتاج مستلزمات الطاقة وخصوصاً الألواح، التي يحتاج استيرادها إلى تكاليف شحن مرتفعة، مشدداً على ضرورة إيجاد نوع من الدعم الحكومي للتشجيع على استخدام الطاقة المتجددة في المنازل، مثل إطلاق قروض بدون فوائد للراغبين بتركيب هذه المنظومة.
وحذر الخبير من مسألة الغش التجاري، إذ يشكو العديد من المواطنين من شراء ألواح ذات جودة منخفضة، أو بطاريات معاد تدويرها وتُباع بأسعار مرتفعة على أنها جديدة، كما تُستعمل مواد غير ملائمة مثل الحديد بدلاً من النحاس في الوصلات الكهربائية، ما يسبب مشكلات في الأداء، مشدداً على توخي الحذر والتوجه إلى الشركات ذات الموثوقية والتي لديها خبرة في هذا المجال.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار