العدسات اللاصقة وهاجس العيون الملونة: بين الجمال والمخاطر الصحية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:

في عالم يزداد اهتماماً بالمظهر الخارجي والجماليات، أصبحت العدسات اللاصقة الملونة وسيلة شائعة لتغيير لون العينين بسرعة وسهولة. ما بدا كحل طبي لتصحيح البصر تحول إلى موضة جمالية تتيح للشخص تجربة مظهر جديد بمجرد ارتداء عدسة لاصقة لكن هذا الهاجس الجمالي يحمل بين طياته مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها.

موضة

ظهرت العدسات اللاصقة في البداية كوسيلة لتصحيح عيوب الإبصار، ثم تطورت لتشمل أنواعاً تجميلية تهدف إلى تغيير لون القزحية، وقد شهد السوق توسعاً كبيراً في أنواع وألوان العدسات، من الألوان الطبيعية كالبني والأزرق والأخضر إلى الألوان الخيالية التي تمنح العينين مظهراً دراماتيكياً وببت موضة منتشرة في مختلف أنحاء العالم

هوس الجمال

يدفع الفضول البشري والرغبة في التجديد الكثيرين لتجربة العدسات الملونة. كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تعزيز هذا الهاجس، حيث تظهر المشاهير والمدونين بمظهر مختلف يجذب المتابعين، وفي بعض الثقافات، يرتبط لون العينين بمعايير جمالية معينة، مما يدفع البعض لتبني ألواناً تختلف عن لون عيونهم الطبيعية لتتوافق مع هذه المعايير.

طبيب مختص: قد تسبب العمى نتيجة التهابات القرنية

ثمن الجمال الخفي

رغم الجاذبية الجمالية للعدسات الملونة، إلا أن ارتداءها دون وعي كافٍ يترتب عليه مخاطر صحية جسيمة ويشرح الدكتور محمد قنديل اختصاصي أمراض العين وجراحتها أن العدسات غير المناسبة أو غير المعقمة قد تسبب التهابات خطيرة قد تؤدي إلى قرحات في القرنية وهي العدوى الأكثر شيوعًا المرتبطة بالعدسات اللاصقة، وقد تتراوح شدتها من خفيفة إلى خطيرة، وقد تسبب تندبًا في القرنية يؤثر على البصر ويصيب بالعمى كما أنها تسبب نقص الأكسجين حيث تمنع بعض العدسات وصول الأكسجين الكافي إلى القرنية، مما يهدد صحة العين على المدى الطويل كما أن المواد الموجودة في العدسات أو محاليل التنظيف تسبب حساسية للبعض.

140 مليون شخص عالمياً

وأشار إلى أن العدسات إذا لم تكن مصممة بشكل صحيح، قد تؤثر سلباً على جودة الرؤية وأشار إلى أنه لا توجد نسبة ثابتة عالميًا لالتهابات العين بسبب العدسات اللاصقة، لكنها تُعد من المشاكل الشائعة التي قد تصل إلى التهاب القرنية، خاصة مع سوء الاستخدام مثل ارتداء العدسات لفترة طويلة أو عدم الاهتمام بنظافتها، ولفت قنديل إلى أن هناك ارتفاعاً عالمياً ملحوظاً في نسبة ارتداء العدسات اللاصقة، حيث يرتدي أكثر من 140 مليون شخص العدسات اللاصقة حول العالم لتصحيح البصر والتحسينات التجميلية. يُعزا هذا النمو إلى عوامل متعددة تشمل سهولة استخدامها، والتقدم التكنولوجي في أنواع العدسات المتاحة، والوعي المتزايد بصحة العين، وتوفرها كوسيلة تصحيح بصر مريحة وعملية مقارنة بالنظارات في بعض الأنشطة.

مصادر موثوقة

ونصح قنديل الشابات بشراء العدسات من مصادر موثوقة والالتزام بتعليمات التنظيف والتخزين وعدم ارتدائها فترات طويلة وإزالتها فوراً عند الشعور بأي انزعاج ولفت الى ان جمال العينين الحقيقي لا يكمن فقط في لونهما، بل في صحتهما وسلامتهما، وقد يكون التوازن بين الرغبة في التغيير والحرص على الصحة هو السبيل الأمثل للتعامل مع هاجس العيون الملونة في عصرنا الحالي. العدسات اللاصقة الملونة تمثل خياراً جمالياً مثيراً يمنح الشخص حرية تجربة.

Leave a Comment
آخر الأخبار