الحرية – دينا عبد:
يخشى الكثير من المختصين بأن تفقد اللغة العربية بريقها في ظل العولمة واستخدام لغات أخرى كالإنكليزية باعتبارها اللغة الرئيسية للمحادثات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
لينا عثمان- مدرسة لغة عربية- لاحظت تغيير مفردات طلابها قولاً وكتابةً أثناء قيامها بتصحيح موضوعات التعبير لهم، حيث يقوم البعض باستخدام كلمات أقرب ما تكون إلى اللهجة العامية بدلاً من اللغة العربية الفصحى نتيجة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والذي يهدد مستقبل اللغة العربية وذلك لأن لها تاثيراً كبيراً في تغيير مفردات الطالب.
مبينة خلال حديثها لصحيفة الحرية أن هذا الاستخدام المفرط يوقع الطلاب في أخطاء إملائية تناقض تماماً ما تعلمه الطالب خلال سنوات دراسته من قواعد إملائية واضحة وبسيطة، بسبب تأثرهم بالرسائل التي يقومون بتبادلها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يكتبون الكلمات بطريقة الاختصار و يُدخلون بعض الكلمات الغريبة عن لغتنا ويتداولونها فتصبح جزءاً من طريقتهم في الكتابة والتعبير .
وبحسب عثمان فإن مفردات الكتاب لا تعد كافية لإغناء ذاكرة الطالب فهو بحاجة إلى قراءة القصص والروايات ومطالعة الكتب المتنوعة سواء الأدبية أو العلمية وذلك لإغناء ذاكرتهم ،كما أن هناك دوراً كبيراً للمعلم أثناء الحصة الدرسية من خلال تكليف الطلاب بكتابة الموضوعات وقراءتها قراءة جهرية سليمة مع تصحيح الأخطاء اللفظية والإملائية خلال سنوات التعليم المتتابعة من المرحلة الابتدائية مروراً بالإعدادية وصولاً الثانوية.
بدورها الدكتورة نسرين عبيد كلية الآداب قسم اللغة العربية أكدت أن سطوة الإنكليزية بوصفها لغة المعلومات أدت إلى تراجع اللغات كلها ونالت اللغة العربية نصيبها من التراجع لأسباب عدة فلغة البرمجيات كلها إنكليزية بحتة وكثير من الحواسيب لايدعم استعمال اللغة العربية، فضلاً عن أن معظم الأجهزة اللوحية والمحمولة لا توفر استعمال اللغة العربية. ويضاف إلى ذلك كله أن بعض التطبيقات على وسائل التواصل الاجتماعي لا تستعمل اللغة العربية، ومن جهة أخرى فإن سوق العمل لا تكترث باللغة العربية على حين أنها تقيم وزناً كبيراً لإتقان اللغة الانكليزية فنرى الطلاب يهتمون بإمتلاك اللغة الانكليزية فتزحف مفرداتها إلى لغتهم المحكية والوظيفية على حد السواء.