الحرية – علام العبد:
تحول إطلاق العيارات النارية في المناسبات، إلى ظاهرة خطرة تستوطن في العقول والنفوس، وتشكل خطراً على حياة الأبرياء وتثير الزعر والرعب بين صفوف الناس وتعكس صورة سلبية عن المجتمع برمته.
لقد لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد استخدام العيارات النارية ولاسيما في الأفراح والمناسبات كالأعراس والنجاح وغيرهما، اللذيي بدورهما حوّلا أفراحنا إلى أتراح نتيجة سقوط أرواح بريئة وإحداث إصابات وعاهات جسدية ترافق المصاب مدى الحياة، جراء الرصاصات العشوائية والمرتدة ومسببة في ذات الوقت مشاكل اجتماعية هم في غنى عنها، بين أهل المصاب ومطلق العيارات النارية، وأقل الآثار التي ترافق إطلاق تلك العيارات هو إقلاق الراحة العامة.
يعدّ إطلاق العيارات النارية بشكل عشوائي وباء وآفة خطرة جداً، فالرصاص العشوائي والمرتد على الأرض، وما لا يدركه الكثيرون أن ارتداد الرصاص يأخذ سرعة الرصاصة وقت إطلاقها، ويمكن أن تخترق أجساد الأطفال والكبار، وتحولهم إلى جثة هامدة أو أجساد ذات إعاقة إضافة لذلك، أي ضرر مادي في الممتلكات وكل ذلك اعتقاد من مُطلقِها أنه يدخل البهجة والفرح والسرور إلى النفوس أو يزيد شعورهم بالفخر والاعتزاز بالذات والتباهي أمام المجتمع، الذي بات اليوم يستنكر هذه الظاهرة بشدة نتيجة المآسي التي تنتج عن إطلاق العيارات العشوائية، فالأرواح التي تسقط هنا وهناك لا ذنب لها سوى أنها كانت حاضرة في الشرفات وفناءات المنازل أو حتى عابرة طريق .
باختصار؛ على الرغم مما تقوم به الجهات المختصة من التوعية، وتشديد الإجراءات الرادعة في حق من يقوم بمثل هذه الأعمال، إلّا أن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، ما زالت تواصل حصد أرواح الأبرياء دون الوصول لحل جذري لها، كما أنها تعد للأسف الشديد من أخطر الظواهر التي أسهمت بشكل كبير في ترويع الأهالي وتحويل الفرح إلى حزن والمناسبات إلى مآتم، ما يستوجب ردعها بعقوبات صارمة والتخلص منها كظاهرة بالية ومتخلفة والاستنفار ضدها في كل المناسبات وتكثيف التوعية من مخاطر استخدام السلاح في هذه المناسبات والحدّ من انتشار هذه الظاهرة بالضرب بيد من حديد على من لا يرتدع.