الحرية ـ سراب علي:
بين ألسنة اللهب وأصوات أجهزة الإطفاء، يبرز مشهد آخر للإنسانية والشجاعة، إذ تؤكد صور المتطوعين وهم يسلّمون الطعام والمياه لرجال الدفاع المدني على خطوط النار على روح التعاون والتكافل لأبناء اللاذقية في مواجهة المحن، وتواصل الفرق التطوعية حتى الآن دعمها لجهود رجال الدفاع المدني الذين يواصلون الليل بالنهار لإخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية.
فمنذ اللحظات الأولى لاندلاع النيران في غابات وأحراج ريف اللاذقية الشمالي والغربي، سارعت عشرات الفرق التطوعية والجمعيات الأهلية والمنظمات الشبابية إلى مواقع الحريق، لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني، وتنظيم عمليات الإخلاء والمساعدة في السيطرة على النيران.
حيث أطلق فريق ملهم التطوعي حملة استجابة طارئة لفريق الدفاع المدني، وأشار مسؤول القسم الإنساني للفريق في جبلة وليد بلة إلى أن قوافل المساعدات التي انطلقت من إدلب تحوي على صهاريج المياه وطعام مع متطوعين للمساعدة في الإطفاء وكمورد للمياه للدفاع المدني والمساعدة في الإطفاء.
ولفت بلة إلى أن الطعام يحتوي معلبات وخبزاً ومياه الشرب وعصائر ومشروبات غازية للتخفيف من الحرارة التي يتعرض لها رجال الدفاع المدني بسبب النيران، حيث إننا نعمل بكامل طاقاتنا لنغطي قدر الإمكان مستلزماتهم في هذه الظروف العصيبة.
مشيراً إلى أن فريق جبلة سيتوجه غداً إلى مناطق الحرائق لتزويد الدفاع المدني بالطعام و المياه والمشروبات المبردة للتخفيف عنهم حيث يتعرضون للعطش نتيجة الحرارة العالية، وهذا يتم بالتعاون مع منظمات بحيث يتم تأمين المواد الغذائية والمياه، وهناك أيضاً حملة لمساعدة فرق الدفاع المدني عندما تنتهي الحرائق إذ أطلقنا حملة تبرعات لأجل ذلك.
بدوره، أكد مدير المكتب الإعلامي والعلاقات العامة في مؤسسة رؤيا ابراهيم البوش أن مشاركة الجمعية بأفرادها وطواقمها كان من منطلق الشعور بالمسؤولية اتجاه أهلهم ومدينتهم، حيث رجال تحارب النار، ولم نستطع إلا أن نكون سنداً وعوناً لهم، فنحن جزء من هذا المجتمع.
مشيراً إلى أن رؤيا كانت مع المتطوعين والدفاع المدني بالميدان، وتم توزيع مياه وسندويش كنوع من التضامن والدعم المعنوي، وهذا أقل ما يمكن تقديمه في هذه اللحظات والظروف، وأضاف: هذا واجبنا كمجتمع مدني، ومايحدث اليوم، يؤكد التعاون والتعاضد بين الأفراد والمؤسسات.
مشيراً إلى جهد رجال الدفاع المدني الذي لا يوصف، وكان أقل ما يمكن تقديمه لهم هو تأمين حاجاتهم الأساسية خلال هذه المهمة الشاقة.
بالإضافة إلى تغطيته الإعلامية كان فريق “شراع الخير” جنباً إلى جنب مع باقي المتطوعين من الجمعيات والفرق التطوعية إذ بين مؤسس الفريق براء علاف في تصريحه لصحيفتنا “الحرية” أن الفريق كان على أهبة الاستعداد لتقديم أي شيء يطلب منه، وكان من أعضاء الفريق مسعفون جاهزون لتقديم الإسعافات الأولية لأي شخص بالإضافة لتقديم المياه والطعام.
مشيراً إلى إنشاء شبكة تواصل مع فرق الدفاع المدني للمساهمة بوصول الإمدادات المطلوبة لمواقع الحريق، حيث تمت تلبية النداء بوصول صهريج للمياه إلى أحد المواقع بعد التنسيق مع الجهات المعنية بالموضوع، مؤكداً استمرار العمل حتى انتهاء المهمة وإطفاء كل الحرائق.