القلق قبيل صدور نتائج الامتحانات.. مختصون يحذّرون: الخوف لا يصنع النجاح

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:

رغم إسدال الستار على موسم الامتحانات الرسمية للشهادة الإعدادية وقرب انتهاء امتحانات الشهادة الثانوية، لم تنتهِ الضغوط النفسية التي يعيشها الطلاب وأسرهم، بل تحوّلت إلى شكل جديد من الترقب القلق، تزامناً مع تداول أنباء متضاربة عن قرب صدور نتائج الشهادة الإعدادية.
تنتقل العائلة السورية، بكل ما تحمله من طموحات ومخاوف، إلى مرحلة “ما بعد الامتحان”، حيث لا أوراق تكتب، لكن القلق يكتب فصوله الثقيلة في العيون والسلوك والتفكير.

الضغط الأصعب

تشير دراسات علمية محلية إلى أن مستوى التوتر لدى طلاب الشهادات في سوريا لا ينخفض بعد الامتحانات، بل يرتفع في الأيام التي تسبق إعلان النتائج. دراسة منشورة في مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية (2023) خلصت إلى أن الضغط النفسي بين طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية مرتفع بشكل ملحوظ، وأن الأسرة والمدرسة تمثلان مصدراً أساسياً لذلك الضغط، إلى جانب الامتحانات بحد ذاتها.

الترقب أصعب

يقول ذو الهمة (تاسع): ما بعد الامتحان ليس راحة بل هو وقت أسوأ من وقت الامتحان، لأنك لا تملك شيئاً تفعله سوى الانتظار والتخمين والقلق، وكذلك الطالبة أمل، تؤكد أن الخوف من خيبة الأمل أمام الأهل يفوق قلق النتيجة نفسها، مضيفة: أشعر أنني رهينة النتيجة، الناس يسألون والكل ينتظر، وكأن النتيجة ستحدد قيمتي بالكامل، في حين ترى الطالبة ميس والطالب محسن من الشهادة الثانوية أن الطلاب يعانون من تململ ذهني، وتوتر داخلي، ومواجهة كوابيس عن الامتحان وحتى بعد الانتهاء منه، بسبب تصنيف الطالب ككائن امتحاني، الامتحان هو مَن يحدد مستواه التعليم دون النظر للظروف الذي مر بها، وفي الكثير من الأحيان الأكثر ذكاء هم مَن يتأثرون بالتوتر خلال الامتحان وما بعده، ما يزيد من حالة القلق المستمر بين الطلاب وأهاليهم.

الأسرة بين الدعم والضغط

تُجمِع شهادات كثيرة على أن بعض الأسر تسهم – بوعي أو دون وعي – في تفاقم القلق لدى الأبناء، إما عبر التوقعات العالية، أو من خلال المقارنات الاجتماعية والتوقعات المبالغ فيها.

لا يصنع النجاح

المرشدة هيام أحمد تؤكد أن القلق في هذه المرحلة طبيعي، لكنه قد يتحول إلى اضطراب نفسي إذا ترافق مع خوف دائم من الفشل أو انهيار الثقة بالنفس، مشيرة إلى أن بيئة الطالب – خاصة الأسرة – مسؤولة بشكل مباشر عن تخفيف التوتر أو تضخيمه.
وفي تصريحها لـ”الحرية” تقول: على الأهل أن يدركوا أن الدعم في هذه المرحلة لا يعني تجاهل النتيجة، بل تقبلها دون ربطها بالقيمة الذاتية للابن أو الابنة.
وتتابع: امتحان الشهادة ليس مجرد اختبار أكاديمي، بل تحول إلى محك اجتماعي، المجتمع يربط بين النتيجة والمستقبل والمكانة، ما يولد عبئاً نفسياً مضاعفاً على الطلاب والأسر، مشددة على أن القلق يجب أن يدار، لا أن يترك ليتفاقم حتى يصبح عائقاً نفسياً طويل الأمد.

النتائج لا تلخص الإنسان

ولفتت هيام إلى أنه في مجتمع يميل إلى ربط “المكانة” بالتحصيل، ينسى أحياناً أن الشهادة مرحلة وليست نهاية، وأن الطالب ليس ورقة علامات فقط، حيث يؤكد مختصون أن احتواء الطالب نفسياً، مهما كانت نتيجته، أهم بكثير من تذكيره الدائم بأن مستقبله على المحك.

القلق ليس ضعفاً

القلق المصاحب لمرحلة النتائج ليس ضعفاً، بل استجابة إنسانية مفهومة، لكن في وسع الأسرة والمجتمع تحويله إلى فرصة لتعزيز الثقة، لا لتحطيمها، فما بعد الامتحان لا يجب أن يكون امتداداً للضغط، بل بداية لتعزيز النضج، والتوازن، والنظر إلى النجاح على أنه مسار لا يقاس بورقة، بل بالنية والاجتهاد والاستمرارية.

Leave a Comment
آخر الأخبار