الكتب المهترئة تنغص على التلاميذ فرحتهم بالعام الدراسي الجديد

مدة القراءة 7 دقيقة/دقائق

الحرية – دينا عبد:

يعاني التلاميذ والطلاب في المدارس الحكومية من مشكلة توزيع الكتب الدراسية القديمة مع بداية العام الجديد، فبعض تلك الكتب تفتقر لعنصر النظافة والترتيب، وبعضها الآخر مليء بالكتابة و”الخربشات”، ما يجعل من مشكلة استلام كتب مستعملة غير مشجعة على الدراسة فيها.

غير منصف

اليوم الأول في المدرسة لم يكن على قدر لهفة “ورد التلميذ في الصف الثامن” الذي بدأ عامه الدراسي بغصة بعد أن استلم كتباً مهترئة ، قللت من فرحته، خصوصاً أنه متلهف لتجليدها, ويعلّق: من غير المنصف أن يحصل أبناء المعلمات على كتب جديدة في حين يستلم التلاميذ الآخرون كتباً مستخدمة ومهترئة، فالكتاب المستخدم بحسب تعبيره “ينفّر الطالب من الدراسة”.
فحصول الطلاب على كتب تالفة يشعرهم بالإحباط هذا ما تقوله والدة عدي الطالب في المرحلة الإعدادية الذي لم يستطع أن يحظى بكتب جديدة، وتصف الوضع الذي تكون عليه الكتب المستخدمة، بالسيئة، فغالباً ما تكون بدون غلاف، وإن وجد يكون مهترئاً ، هذا إضافة إلى الخربشات والخطوط التي تملأ الدرس، ما يجعل القراءة والتحضير أمراً شاقاً على الطلبة، خصوصاً الفتيات اللواتي يحرصن على الترتيب والنظافة ، لذلك اضطررت للذهاب إلى مستودعات الكتب لشرائها جديدة.

ليالي في الصف السادس وصفت توزيع الكتب بأنه حالة ليست عادلة فهناك طلبة يحصلون على كتب جديدة وآخرون يأخذون كتباً قديمة، لا تشجع على الدارسة أصلاً .

ضعف الإمكانات

بدورها تشير مديرة إحدى مدارس التعليم الأساسي إلى أن الإمكانات المتاحة للمدرسة، “لا تسمح” بإعطاء جميع التلاميذ و الطلاب كتباً جديدة، خصوصاً المدارس الحكومية التي يدخلها آلاف من الطلاب، منوهة بأنها من خلال موقعها تقوم بتقسيم الكتب الجديدة والمستخدمة بـ “التساوي”، سعياً لتدارك المشكلة والطالب في النهاية، من وجهة نظرها، بحاجة إلى مادة علمية مطبوعة واضحة حتى يتمكن من الوصول إلى المعلومات المطلوبة.
يقول والد الطالب سامر في الصف التاسع أنه في كل عام يواجه نفس المشكلة، يأتي ابنه وفي حوزته كتب مستعملة، ليجد نفسه مضطراً للذهاب للمشاجرة مع المدرسة، منوهاً بأن القصة في الغالب تنتهي بتكليفه أعباء مالية، حيث اضطر لشراء كتب جديدة على حسابي الخاص، لتلافي تطور المشكلة لدى ابنه، خصوصاً أنه متفوق دراسيا”.

رأي مختص

الاستشارية التربوية صبا حميشة تنبه إلى ضرورة توزيع الكتب بشكل عادل ومتساوٍ بين طلبة الصف، لافتة إلى أن ذلك يساعد على تحقيق الرضا بين الطلاب ويساعدهم على الإقبال على الدراسة بشكل جيد.
وتؤكد وجود بعض الكتب التالفة التي يتم توزيعها على الطلاب “لقلة” وجود أعداد كافية من الكتب، والتي تشكل الكثير من المشاكل عند الطلاب، خصوصاً في الصفوف الابتدائية، كالكتب منزوعة الغلاف الخارجي.
مبينة أنّ الفئة العمرية الصغيرة هي التي تفضل الكتاب الجديد، في حين تكون الفئة العمرية الأكبر من الطلاب أكثر تقبلاً وتفهماً لاستخدام الكتاب القديم أو المستعمل.
وتُرجع قوة تأثر الطالب بالكتاب المستخدم بآلية توزيع الكتاب، حيث يعتمد توزيع الكتب على الحظ لا على التمييز أو تفضيل شخص على آخر حيث إن التأهيل النفسي الذي يولده الكتاب الجديد لدى الطالب يكون أفضل من الكتاب القديم، خصوصاً لدى الطلبة الحساسين.
وعلى مربيّ الصف، كما تقول أن يشعر الطلاب بأنهم جميعهم سواسية وأن ما حصلوا عليه من كتب مستخدمة هي إمكانات المدرسة المتاحة”.
وتشير إلى دور مربية الصف في حث الطلبة على المحافظة على كتبهم وعدم إتلافها حتى يتمكن غيرهم من الطلاب الاستفادة منها.فالعدالة الصفية “قيمة مهمة” في اندماج الطالب بالصف والنموذج هنا هو المدرس، مشيرة إلى ضرورة وجود تقنيات واضحة حول آلية توزيع الكتب في الصف وعلى صعيد آخر تشدد على دور مديرة المدرسة والأساتذة في زيادة وعي الطلاب ونشر الأمور التوعوية والتربوية بينهم، حيث يعيد الطالب الكتاب بصورة نظيفة ومرتبة، لا سيما أن الوزارة وضعت غرامة مالية على الطالب الذي يعيد كتابه بصورة غير لائقة ولا يحافظ على نظافته.

خطة وزارية

يؤكد مدير المؤسسة العامة للطباعة في وزارة التربية والتعليم م. فهمي الأكحل أنّ خطة توزيع الكتب المدرسية للعام الدراسي الحالي، تسير وفق برنامج متكامل يعتمد على الطباعة الجديدة وتدوير الكتب المستردة الصالحة للاستخدام، مبيناً أنّ عملية التوزيع ستُستكمل في جميع المحافظات خلال أسبوع واحد.

الأكحل: سيتم توزيع كتب جديدة للمواد التي تمّ تغييرها بشكل كامل..

في حين أن الكتب الجديدة وزعت على المناطق التي لم يكن فيها كتب مدورة سابقاً، وتمت طباعة كتب جديدة للمواد التي تم تغييرها بشكل كامل مثل التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتاريخ والجغرافيا.
وجرى اعتماد نظام التدوير في المناطق التي تتوافر فيها كتب صالحة لإعادة الاستخدام.
وبيّن الأكحل أنّ الخطة اعتمدت على طباعة 24 مليون كتاب جديد، إضافة إلى قرابة 7 ملايين كتاب مدوّر جاهز في مستودعات المؤسسة، إلى جانب الاستفادة من الكتب المستردة من الطلاب في المدارس.
لافتاً إلى أنّ عملية تغيير المناهج تمت وفق آلية واضحة حيث تم إلغاء مادة التربية الوطنية بشكل كامل بقرار سابق، شمل تعديل المناهج وإزالة كل رموز أو عبارات تتبع للنظام البائد.

نسبة التغطية 80%

وأشار الأكحل أن نسبة التغطية خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي بلغت 80%، وأن النقص في كتب التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية في بعض المناطق سببه أنها طبعات جديدة، لافتاً إلى أنّ هناك أيضاً مناطق لم تصل مخصصاتها من الكتب؛ لأنها ستحصل على كتب جديدة بالكامل لعدم توافر نسخ مدورة لديها، وسيتم تعويض هذا النقص بأكمله خلال أيام قليلة، بحيث تصل جميع الكتب إلى المدارس المستهدفة في موعد أقصاه أسبوع.
وعن خطة الوزارة للحفاظ على الكتب المدرسية بين الأكحل أن المؤسسة وضعت خطة مدروسة للحفاظ على الكتب، تتضمن اعتماد بطاقة تلميذ في بعض المدارس أو عينات عشوائية، إضافة إلى برنامج تتبّع يبدأ من لحظة خروج الكتاب من المطبعة وحتى وصوله إلى الطالب، حيث تتم معرفة مصير كل كتاب خرج من المطبعة.

ضمان وصول الكتاب

وتأتي هذه الخطوات في إطار سعي وزارة التربية للنهوض بالعملية التعليمية، من خلال تطوير المناهج بما يواكب المتطلبات التربوية الحديثة، وضمان وصول الكتاب المدرسي مجاناً إلى جميع الطلاب، مع الاستفادة من الإمكانات المتاحة لترشيد النفقات وتأمين استمرارية العملية التعليمية.

Leave a Comment
آخر الأخبار