الحرية – لوريس عمران:
توحّدت الأصوات حول العالم خلال شهر التوعية بسرطان الثدي للتأكيد على أهمية الكشف المبكر والمستمر لهذا المرض الذي يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء.
يعتبر سرطان الثدي أحد أبرز أسباب الوفاة في العالم، إلا أنه يبقى قابلاً للعلاج بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكراً، في هذا السياق التقت “الحرية” بالدكتور أحمد إسماعيل، اختصاصي جراحة عامة الذي أكد أن السرطان يبدأ غالباً في خلايا الثدي، وتحديداً في القنوات الناقلة للحليب أو الأجزاء المنتجة له، إذا لم يتم اكتشافه مبكراً فقد ينتشر إلى أعضاء أخرى.
أهمية الكشف المبكر والفحص الذاتي..
أوضح الدكتور إسماعيل أن العوامل الرئيسية للإصابة بسرطان الثدي تشمل التقدم في العمر، السمنة، التاريخ العائلي، و الطفرات الجينية، مبيناً أن المفاجئ بالموضوع أن نحو نصف الحالات تظهر لدى النساء اللاتي لا يمتلكن أي عوامل خطر واضحة، وهذا يجعل التوعية والكشف المبكر ضرورة ملحة، مشيراً إلى أن الأبحاث الطبية أظهرت أن فرص النجاة ترتفع بشكل ملحوظ عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى، عبر فحص الماموغرام، الذي يعتبر الأداة الأكثر دقة للكشف عن السرطان، مؤكداً أهمية الفحص الذاتي للثدي الذي يساعد النساء في اكتشاف أي تغييرات غير طبيعية في وقت مبكر.
تحقيق نتائج أفضل من خلال الفحص المبكر..
وشدد الدكتور إسماعيل من خلال صحيفتنا على أن الفحص الذاتي للثدي يجب أن يكون جزءاً من روتين النساء الشهري، لافتاً إلى أنه يمكن أن يكشف عن تغييرات في شكل الثديين أو حجمهما، أو أي تغيرات في الجلد أو الحلمة. كما أوصى بتحسس الثدي بحركات دائرية مع الانتباه للمناطق المحيطة مثل الإبط، وفي حال اكتشاف أي كتلة أو تغير غير مألوف، يجب على السيدة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
إحصائيات مقلقة وآفاق المستقبل..
وبين الدكتور إسماعيل أنه في عام 2022 تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي حول العالم، وأسفر المرض عن وفاة حوالي 670 ألف امرأة منوهاً أنه وفقاً للتقديرات تشير الدراسات إلى أن واحدة من كل 12 سيدة في الدول المتقدمة قد تُصاب بسرطان الثدي في حياتها، بينما في الدول الأقل نمواً، تموت واحدة من كل 48 امرأة تقريباً، لافتاً إلى أن الأخطر من ذلك التوقعات المستقبلية التي تشير إلى تزايد عدد الحالات، إذ من المتوقع أن تصل الإصابات إلى نحو 3 ملايين حالة سنوياً بحلول عام 2040.
رسالة منظمة الصحة العالمية
ونوه إسماعيل بأن منظمة الصحة العالمية أكدت في رسالتها على أن سرطان الثدي ليس نهاية الطريق، لافتة إلى أنه يمكن التغلب عليه إذا تم التعامل معه بالوعي والإدراك المبكر، حيث دعت المنظمة إلى ضرورة أن تبدأ كل سيدة بفحص شهري لا يتطلب وقتاً طويلاً، مضيفة: إن هذا الفحص البسيط والمستمر يمكن أن يساهم في الكشف المبكر وبالتالي زيادة فرص الشفاء بشكل كبير.
ولفت الدكتور إسماعيل إلى أن التوعية بسرطان الثدي والكشف المبكر يعتبران من أهم العوامل التي يمكن أن تساهم في تقليل الوفيات الناجمة عن هذا المرض، في ظل الأرقام المخيفة حول تزايد الإصابات والوفيات، مشيراً إلى أن الفحص المبكر يجب أن يكون جزءاً من روتين الحياة اليومية للسيدات.
وأكد إسماعيل أن الوعي بالمرض وتجنب التأجيل في إجراء الفحوصات يبقى الخطوة الأهم نحو الحياة.