الحرية- دينا عبد:
التّعاون بين الأسرة والمدرسة أمر ضروري من أجل النجاح والنهوض بالعملية التعليمية والتربوية فحياة التلميذ الدراسية لا تنفصل عن حياته اليومية في المنزل.
شريكاً أساسياً
في حديثها لصحيفة الحرية تعتبر ربا الحديد ( معاونة مديرة مدرسة ) أن المدرسة شريك أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية، بل والفاعل المؤثر الأكثر أهمية في حياته.
ولذا تعد أن اللّقاءات الأسبوعيّة هي بمثابة القنوات أو الصيغ التربوية الأبرز لتحقيق هذا التواصل والترابط بين البيت والمدرسة؛ مشيرة إلى أنه كلما كانت علاقة الأم مع معلمة ابنها وطيدة فمعنى ذلك أنها رسمت قناة للتّواصل بين البيت والمدرسة، بما يحقق التكامل التربوي التعليمي.
أما المعلمة بنان درويش (مرحلة التعليم الأساسي) تؤكد أن اللقاءات الأسبوعية من قبل الأهل للمدرسة تكشف جوانب هامة في شخصية أبنائهم ، كالجانب الصحي إن كان يعاني من مرض ما أو الجانب النفسي في حال كان لديه مشاكل نفسية؛ ففي كثير من الأحيان قد لا يتمكن المعلّم من اكتشاف هذه الأمور في غرفة الصف نظراً لضيق الوقت إنما من خلال مثل هذه اللقاءات التي يتبادل من خلالها الأهل مع المدرسين أطراف الحديث تتعرف المعلمة من خلال الأم على أمور تخص الطالب وكانت تجهلها.
أهمية اللقاءات
بدورها أمنة علبي (موجهة) نوهت إلى هناك كثيراً من الأهالي لا يدركون أهمية مثل هذه اللقاءات في ترسيخ مبدأ الشّراكة المعرفية والاجتماعية بينها وبين أسر التلاميذ فيمتنعون عن زيارة المدرسة ويهملون بعض أمور أبنائهم قد تكون بحاجة للمعالجة من قبل الطرفين.
قوة الصلة بين البيت والمدرسة
الاستشارية التربوية صبا حميشة بينت للحرية أن هناك العديد من الدراسات في هذا المجال تؤكد على قوة الصلة بين البيت والمدرسة تقضي على مشكلات كثيرة، كعدم الانضباط وتكرار الغياب، وبالتالي تخفف كثيراً من المشكلات السلوكية والتحصيلية للتلميذ.
وتتساءل المرشدة التربوية عن سبب عزوف بعض أولياء الأمور عن زيارة المدرسة؟ مبينة: أن بعض الأولياء يعتقدون أنّ لا أهميّة لزيارة المدرسة ما دامت نتائج أبنائهم إيجابية، سلوكيّة كانت أم تحصيلية .
وتالياً بعض الأولياء ينتظر من إدارة المدرسة أن تدعوه لزيارتها، فهو يعمل بمبدأ (لو أنّ المدرسة احتاجتني لدعتني).
وكذلك من أحد الأسباب الرئيسية انشغال الأم أو الأب بأعمالهم خارج المنزل فقد يكونوا موظفين وليس لديهم متّسعٌ من الوقت لهذه الزّيارة.
وأشارت حميشة إلى أن بعض الأولياء قد يتولد لديهم إحساس أنهم لو زاروا المدرسة فلن يجدوا ما يقولوه للإدارة أو المعلّم، بسبب عدم قدرته على الحديث والمناقشة، كونهم على عدم دراية بمشاكل أولادهم .
إضافة لأسباب أخرى قد تستشف من خلال التّحاور مع الأولياء، دون أن يفصحوا عنها مباشرة.
لذلك يجب أن يدرك جميع الأولياء أهميّة مثل هذه اللّقاءات وفائدتها فسيسعون إلى إيجاد حلول لكل هذه المعوّقات لصالح أبنائهم، فمثل هذه اللّقاءات: تجعل الابن يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يرى وليّه يزور المدرسة، وهي زيارة تبرهن له عن مدى اهتمام الأهل بأبنائهم ، إضافة إلى أنها توطد العلاقة بين المدرسة والبيت.
وتمكّن الولي من الاطلاع عن كثب على مستوى ابنه السلوكي أو الدراسي (التحصيلي)، فيتعرف على مواطن القوة لديه، حيث يتم تعزيزها وتدعيمها، وتشجيعه على الاستمرارية، ويتعرف على مواطن الضعف من أجل معالجتها.
وبنفس الوقت تستفيد المدرسة من رأي بعض أولياء الأمور وخبراتهم في معالجة بعض الإشكالات.
فالمعلّم الذي يشعر بأن ولي أحد التلاميذ مهتم بمتابعة مسار ابنه الدراسي سيدفعه ذلك إلى الاهتمام به وبذل مجهود أكبر مهما كان مستواه، لأنه يدرك أنّه سيجد مساندة من طرف أوليائه.
وتختتم حميشة حديثها للحرية بالتأكيد على أنّ زيارة الولي لمدرسة ابنه مهمة جداً لتقوية صلة البيت بالمدرسة، وما ينتج عنها من إيجابيات تعود بالفائدة على التلميذ، ولما تحققه من أهداف نبيلة وسامية.