الحرية- فردوس دياب:
نصت المادة ٢٢ من الإعلان الدستوري على أن الدولة تعمل على حماية الطفل من الاستغلال وسوء المعاملة وتكفل حقه في التعليم والرعاية الصحية، وذلك انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية للدولة، كون الأطفال هم ركائز وعماد المستقبل.
مسؤولية مجتمعية
للحديث عن أهمية هذه المادة في الإعلان الدستوري، التقت الحرية الدكتورة دعاء شلهوب الأستاذة في كلية التربية بجامعة دمشق، والتي قالت: إن حقوق الطفل تعد من أهم القضايا الإنسانية التي تحتاج إلى الاهتمام والرعاية المستمرة، حيث تضمن للأطفال حياة كريمة وآمنة، وتوفر لهم البيئة المناسبة للنمو والتعلم والتمتع بالصحة النفسية والجسدية، كما أن حمايتها ليست مسؤولية فرد أو جهة بعينها، بل هي مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر الجهود بين العائلة والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، والإعلام، من أجل بناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية في بيئة تحقق لهم كافة حقوقهم من دون تمييز أو استثناء.
أستاذة جامعية: توجِد جيلاً واعياً ومتحصناً من كل الأمراض المجتمعية
حق التعليم
وأوضحت الأستاذة في كلية التربية، أنه عام ١٩٨٩ تم اعتماد اتفاقية حقوق الطفل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وحازت على مصادقة معظم دول العالم، حيث تم من خلالها تحديد الحقوق المشتركة لكل الأطفال بصرف النظر عن جنسيتهم أو خلفياتهم الثقافية أو وضعهم الاجتماعي أو المادي على أن تلتزم بها كل الدول التي صادقت عليها.
وقالت الدكتورة شلهوب إن من حق الطفل الحصول على التعليم في المراحل المناسبة لعمره، وتوفير ركائز ومقومات تعليمه بدءاً من وجود مدرسة قريبة، وليس انتهاء بأن يكون مستوى التعليم جيداً وتكون القدرة المادية جيدة لجهة توفيره مجاناً، كما أن من حق الطفل الحصول على الخدمات الصحية، كاللقاحات اللازمة لضمان نموه الصحي، بعيداً عن الأمراض التي قد تصيبه خلال نموه أو حتى في المستقبل، وأن تكون الخدمات الصحية متوفرة من حيث المكان والتكلفة المادية.
بيت آمن
وأضافت الدكتورة شلهوب أن من حق الطفل أن يعيش في بيت آمن بعيداً عن المشاحنات وتعمل الأسرة على توفير الحماية له، كما يجب توفير الحماية له في حالات النزاع والحروب وإبعاده إلى أماكن آمنة، إضافة إلى ذلك من حق الطفل ألا يتم تمييزه بناء على أي فروقات اجتماعية أو عرقية أو دينية.
الحماية من العنف
وأوضحت الدكتورة شلهوب أنه من حق الطفل حمايته من العنف، و ألا يتعرض للتعذيب أو لأي شكل من أشكال العقوبة اللاإنسانية أو المهينة وكل ما يمكن أن يسبب له أذية جسدية ونفسية قاسية، بالإضافة إلى حق الطفل بالالتزام بتثقيفه من خلال توفير المكتبات والكتب المناسبة لعمره، وكذلك حمايته من الاستغلال بكافة أشكاله: أي حمايته من عمالة الأطفال واستغلاله لغايات مادية أو جنسية، وأيضاً حقه في اللعب من خلال إنشاء أماكن آمنة كالحدائق والمنتزهات الترفيهية لقضاء وقت الفراغ لتعزيز نموه وحمايته من مخاطر اللعب في الشارع.
الزواج المبكر
وختمت الدكتورة الجامعية حديثها بتأكيد حق الأطفال بحمايتهم من خطر الزواج المبكر (وخصوصاً الفتيات) وهذا الحق مرتبط بحق حرية التعبير والحماية من كل أشكال الإساءة والممارسات اللاإنسانية.