المساحات التي طالها حريق مصياف كبيرة لم يتم مسحها بعد.. وصعوبة الوصول كانت السبب

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

لم ينم أهل مصياف خلال ثلاثة أيام سوى على وقع أصوات الناس ومكبّرات الصوت في الجوامع وعلى الأسطحة ومواقع التواصل الاجتماع، يطلبون المساعدة والمؤازرة لإخماد الحريق الذي طال أكبر المساحات وأجملها من الغابات، وكما يختار العصفور أجمل الثمار وينقرها، كذلك يختار العابثون بالغابات المواقع ويشعلون النار بها.
وفي تفاصيل الأيام الثلاثة، رواها لنا رئيس مصلحة زراعة مصياف  المهندس علاء الحمصي قائلاً: لقد تم إخمادها في اليوم الأول، ولكن سرعان ما عادت واشتعلت فجراً  لتعود فرق الإطفاء والدفاع المدني وعناصر الحراج لإخمادها ثانية.
ويضيف: إن الصعوبة تمثّلت في صعوبة الوصول إلى قمم الجبال، سواء أكان للعناصر أم لصهاريج المياه، ومن ثم عليها أن تعود ثانية لتعبئة المياه، وهذا كان يستغرق وقتاً وجهداً منقطعي النظير في ظل ارتفاع درجات الحرارة مترافقة مع شدة الهواء أحياناً.
وتطرق الحمصي إلى أنه في ذات الوقت نشب حريق آخر في الحراج القريبة من قرية “الزاوي”، وسرعان ما امتد وتوسع نطاقه شمالاً وشرقاً، وعلى الفور توجهت وحدات حماية الغابات وعناصر الحراج لإخماده هناك، وتعود بعد ذلك لتجد حريق موقع القاهر في قمة الجبل الغربي لمدينة مصياف قد عاد واشتعل من جراء بقاء بؤر حرّكها الهواء.
وتطرق الحمصي إلى أنه ليل أمس الأحد، عاد الحريق وامتد إلى قرية “الشيحة” وجوارها، فتوجهت وحدات الإخماد على الفور إلى هناك بمساعدة الأهالي الذين هبّوا للمؤازرة  والمساعدة منذ الساعة السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً.
وفي معرض جوابه على سؤال ما إن كان الموضوع قد انتهى الآن، أوضح أنه لا يمكن حسم الموضوع الآن إلا بعد انقضاء فترة لا بأس بها من عملية التبريد والتأكد من  عملية الإطفاء.
أما بخصوص المساحات التي طالها الحريق، فحتى الآن  لم يتم حصرها  قبل الانتهاء من إخماده، لكن في كل الأحوال هي ضخمة وكبيرة.
بالمختصر المفيد، يمكن القول: إن نشوب حرائق عدة في توقيت واحد أو يوم واحد، وأثناء إخماد حريق هنا يُنشب حريق هناك في موقع آخر، فهذه ليست من باب المصادفة دائماً، قد يحدث ذلك مرة، لكن مرات عدة، فهذا يدعو للشك والريبة، فإذا كان  الشك إثماً حيناً فهو من الفطنة حيناً آخر.
وقد يكون واحد بالمئة من الشك أحياناً هو الحقيقة الكاملة.
عموماً مسلسل الحرائق المؤسف والمحزن الذي يطول غاباتنا مع مطلع فصل الصيف كل عام، يندى له الجبين، وهو سلوك غير أخلاقي، وينمّ عن غياب الثقافة لجهة صون الغابات وكل مكوناتها الإيكولوجية، والتي بدأ بعض منها بالانقراض، فهل من صحوة  ضمير للحفاظ عليها؟

Leave a Comment
آخر الأخبار