الحرية- باسمة إسماعيل:
أصبح الاعتماد على السيارات والمكاتب، في عصر تسارع التكنولوجيا رفاهية كما يراها الكثيرون، والمشي خياراً مؤجلاً، لكن الحقيقة الصادمة التي يؤكدها الأطباء والدراسات الحديثة هي أن “المشي” ليس مجرد تمرين بدني، بل “دواء شامل” يعالج الجسد والنفس، ويقي من عشرات الأمراض.
الحركة ليست رفاهية بل حاجة بيولوجية
فهل يمكن أن يكون حل مشكلاتنا الصحية يبدأ من أقدامنا؟
لماذا نمشي؟ ما الذي يحدث عندما نتحرك؟
يتفق الأطباء والباحثون على أن المشي يعد من أكثر الأنشطة فاعلية في تحسين الصحة العامة، ويكفي أن نعرف أن الجلد عند المشي يفرز عرقاً يحتوي على حمض الليبتين، وهو هرمون يرتبط بالتحفيز وتنشيط الطاقة، ويعتقد أن انخفاضه يسبب الكسل والخمول، لذلك فإن الحركة ليست رفاهية بل ضرورة بيولوجية.
فوائد المشي كما يراها الطب الحديث، التقليل من التوتر والضغط النفسي، فالمشي المنتظم يفرز الإندورفين، وهو ما يعرف بهرمون السعادة، وأيضاً يساعد في خسارة الوزن، حيث يحرق السعرات ويزيد من معدل الأيض، التحكم في السكر والكوليسترول، كذلك المشي يحسن استجابة الخلايا للأنسولين ويخفض الدهون الضارة، ينشط الكلى والكبد والعين من خلال تحسين الدورة الدموية وزيادة الأوكسجين، يعزز صحة القلب والشرايين، المشي يخفف من تصلب الشرايين وينظم ضغط الدم، يحسن الهضم والقولون، يقلل من الانتفاخ واضطرابات الجهاز الهضمي، رفع كفاءة المناعة لأنه يحفز الخلايا الدفاعية ويحسن مقاومة الجسم للفيروسات، يقوي العضلات والعظام، حيث يحمي من هشاشة العظام وآلام المفاصل.
رأي الأطباء والمختصين
في مقولة مشهورة لأحد الأطباء الأمريكيين تثبت فوائد المشي حيث يقول: “لو تمكنا من وضع فوائد المشي في حبة دواء، لصنفت كأعجوبة القرن، لكنه دواء بلا عبوة، موجود تحت أقدامنا”.
المشي أول وصفة طبية مهملة
ويرى الدكتور فايز عباس اختصاص طب عام، إنه ليس هنالك مرض عضوي أو نفسي إلا وكان للمشي دور مباشر أو غير مباشر في علاجه أو التخفيف من أعراضه، المشي هو أول وصفة طبية أهملها الناس.
مشروع بسيط تأثيره كبير
ويردف د.عباس مقولة أحد الأطباء في اقتباس لافت، “لو أُنشئ مضمار للمشي حول كل مستشفى، ومشى الناس حوله، لما دخل المستشفى نصف مَن هم فيه الآن، ولخرج من المستشفى نصف من فيه”.
ولفت د. عباس إلى أن قضية مهمة، قائلاً: الإنسان خلق “مشّاءً” بطبيعته، ولا يوجد شيء بالكون عن عبث، فالمشي ليس مجرد حركة، بل نمط حياة وجزء من كيمياء العافية، في وقت تتزايد فيه معدلات الأمراض المزمنة، نحتاج إلى أن نعود إلى أبسط علاج “أن نمشي” .
دراسات علمية داعمة
دراسة من Mayo Clinic وجدت أن المشي لمدة 30 دقيقة يومياً يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 33%.
دراسة من جامعة ستانفورد أثبتت أن المشي يعزز التفكير الإبداعي بنسبة 60%.
المعهد الوطني للصحة الأمريكي (NIH) أشار إلى أن المشي اليومي المنتظم يقلل فرص الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 40%.