الحرية – ورود مأمون رحيمة:
استمر المعلمون السوريون المقيمون في تركيا بتعليم الأطفال هناك حفاظاً على الهوية الإسلامية و العربية و السورية بدءاً بالكرفانات والمخيمات والمساجد وافتتحوا المدارس بأدوات بسيطة و ظروف قاسية واستمروا بأداء الرسالة ومن ثم انتقلوا للعمل مع منظمة اليونيسف وبرعاية التربية التركية ، وزارة التربية السورية أعادت بعد التحرير مَن كانوا مثبتين أما من لم تسنح لهم الفرصة بجمع أيام للتثبيت أو تقديم مسابقات قبل الحرب لم تقبل بهم الوزارة علماً أن سفرهم كان بسبب الحرب التي شنّها النظام الأسدي على مواطنيه، وأن بعضهم كان مكلفاً أو وكيلاً أو في المدارس الخاصة ومنهم من ابتدأ رحلته في التعليم في المهجر .
خارج الملاك
وباتصال هاتفي مع الأستاذ حمزة حورية مدير المكتب الإعلامي في وزارة التربية صرّح” للحرية “أن المعلمين في تركيا وخارج الملاك ليس لهم إلّا الاستقطاب بتقديم أوراقهم من جديد كمكلفين أو وكلاء إن توافرت الشواغر حسب القانون وأكد عودة الآلاف من المعلمين المثبتين الذين خرجوا بسبب الحرب وبتكرار التواصل مع حورية أرسل نسخة من قرار الوزارة تنص على توظيف أساتذة الشمال وضمهم لملاك وزارة التربية فيما لا يزال المعلمون من بقية المحافظات بانتظار عدالة الوزارة و البت في أمرهم وضمهم لملاك وزارة التربية كأقرانهم في الشمال .
مبادرة
بدورها أ. ريمة كشكول من دمشق إحدى المعلمات السوريات في تركيا أطلقت مبادرة تطالب فيها بحقوق المعلمين السوريين من خارج ملاك التربية السورية و الذين عملوا في مشروع منظمة اليونيسف وبإدارة التربية التركية وسعت لتشكيل لجنة عبر قنوات التواصل الاجتماعي للقاء وزير التربية في دمشق ،مقدمةً إحصائية لوزارة التربية لألف معلم تضمنت معلومات الإقامة و الشهادات و الأسماء .
المعلم في بلد النزوح
وأشارت كشكول إلى أهمية الدور الذي قام به المعلمون السوريون منذ نزوحهم في المدارس السورية والتركية وعن المهام الموكلة لهم من ترجمة وتدريس للعربية ومساعد في الصف لإيصال الفكرة للطالب السوري و العربي ومساعدة معلمي صفوف الدمج والإرشاد النفسي، إضافة لكونه صلة وصل بين المدرسة والطالب وأولياء الأمور لشرح الإشكالات والمساعدة في حلها والمساعدة في الأعمال الإدارية تسجيل الطلبة ومناوبة ومرافقة الأطفال في الرحلات وزيارات ميدانية لمنازل الطلبة والأيتام والبحث عن الطلبة المتسربين .
مضيفة أن الظروف الصعبة التي عاشها المعلم السوري من تدني الدخل أو انقطاعه لأشهر وقلة الإجازات في البداية ومواجهة العنصرية من بعض الموظفين أو الضغط في العمل لم تكن سهلة .
دورات تدريبية
وأشارت إلى خضوع المعلمين السوريين في تركيا بشكل مستمر لدورات تنموية تربوية في إطار التعليم بإشراف التربية التركية لرفع مستوى المعلم لغوياً تربوياً وحاسوبياً والتعامل مع الحالات الخاصة إضافة للخبرة العملية .
وتقترح مقابلة المعلمين لتحديد الوظيفة المناسبة لهم حسب تخصصاتهم . و حتى هذه اللحظة بانتظار مرسوم لتعيين المعلمين الذين بذلوا جهداً لا يستهان به و إدخالهم ملاك التربية السورية .
ووصف أ.خلدون الخليل من حماة والمشارك في الوفد أن مقابلة وزير التربية د.محمد تركو ومعاونيه كانت إيجابية واستمع الوزير لمشكلة المعلمين غير المثبتين في سوريا والذين عملوا في تركيا أكثر من عقد وانحصرت مطالب اللجنة بتثبيت المعلمين السوريين في تركيا من خارج الملاك والعائدين إلى بلدهم أو من ينتظرون التثبيت للعودة في ظل الظروف المعيشية الصعبة واحتساب سنوات الخبرة الطويلة في تركيا والحصول على رقم ذاتي في وزارة التربية .
وناقش الوفد أهمية الدمج العكسي للطلبة العائدين وإلى الأثر الواضح لعمل الأساتذة في تركيا في تسهيل عملية دمج الطلبة السوريين بالأتراك وبحسب الفئات العمرية .
وأضاف أن الوزير تركو وعد بمتابعة الأمور وترتيب الأوليات بين المفصولين وصولاً إلى معلمي تركيا و الشمال وذلك بعد التواصل مع التربية التركية لتدقيق المعلومات والثبوتيات وتمخض الاجتماع عن قرار كتابي بتاريخ 17/07/2025 يقضي بتقديم أوراق المعلمين و شهاداتهم في التربية بكافة محافظات سوريا.
أ. بدور عمر من حلب عملت في أنطاكية وانتقلت إلى بورصة إثر الزلزال وأضافت: قدمت المسابقة في سوريا قبل خروجي المفاجئ في 2012 ولم أحصل على النتيجة ، تعاني من فقدان العمل بعد التحرير بتوقف عقود اليونيسف وأكدت إمكانية المساهمة في زيادة الوعي بشرح الفروق بين المدارس السورية و التركية من حيث طريقة التعليم والسلوك والانضباط في حال وجود مشاكل لدى الطلبة العائدين أو المقيمين والتعاون بالاندماج وإمكانية فتح صفوف تقوية في مادة اللغة العربية قراءة وكتابة منتظرة صدور المرسوم للعودة إلى العمل .
فيما قالت أ.رولا العبسي أنّ الأساتذة خلال فترة تعليمهم في تركيا كانوا سنداً ودعماً للطلاب وأهلهم قبل الدمج وبعده باستيعابهم على اختلاف ظروفهم وأشارت إلى دور المعلمين في بحثهم عن الطلبة المتسربين وإقناعهم وذويهم للالتحاق بمقاعد العلم وأكدت جاهزية المعلمين السوريين العائدين من المهجر لتقديم الدعم التربوي والعلمي للطلبة وتبسيط الفهم لغوياً من خبرة العمل المكتسبة في تركيا.