الحرية – حاتم شحادة:
رغم إصابته بالشلل في أحد أطرافه، لم يتخلَّ الشاب محمد الداوود عن حلمه في اعتلاء حلبة الملاكمة، فمنذ أن كان في التاسعة من عمره، وجد في الرياضة طريقاً لتفريغ طاقته وصياغة شخصيته، مستفيداً من بنيته الجسدية القوية وإصراره الذي لا يعرف الاستسلام.
اليوم، وهو في العشرين من العمر، يواصل محمد تدريباته في أحد نوادي ريف دمشق، متحدياً الصعوبات التي حاولت أن تقف بينه وبين شغفه.
يقول محمد في تصريح للحرية «الملاكمة بالنسبة لي ليست مجرد رياضة، فهي طريقتي لأثبت أنّ الإعاقة لا تعني الاستسلام، وحين أرتدي القفازات وأدخل الحلبة أنسى إصابتي وأشعر أنني مثل أي لاعب آخر»، مضيفاً، «أحلم أن أرى الملاكمة ضمن الرياضات الخاصة لأتمكن من تمثيل بلدي ورفع اسمه، وأريد أن أكون مثالاً للشباب أنّ الإرادة أقوى من أي عائق جسدي».
والده عقبة الداود يؤكد أن حب الملاكمة يسكن قلبه منذ الطفولة، لكن غياب إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب البارالمبية حرمه من فرصة الاحتراف الرسمي.
ومع ذلك، فإن محمد لا يقف عند حدود العوائق، بل ينظر إلى آفاق أوسع، حيث يمكنه المشاركة في ألعاب القوى أو القوة البدنية، ليبرهن أن الإرادة أقوى من أي إعاقة.
إن قصة محمد ليست مجرد حكاية رياضية، بل رسالة أمل لكل من يواجه التحديات: إن الموهبة لا تُقيد، وأن العزيمة قادرة على تحويل الألم إلى إنجاز. وهنا تبرز الحاجة إلى مراكز متخصصة تستقبل الرياضيين من ذوي الهمم، لتمنحهم التدريب والدعم الذي يستحقونه، وتفتح أمامهم أبواب المستقبل.