الحرية – زهير المحمد:
في مشهد بات مألوفاً للمارة، تنتشر على البسطات والأرصفة أكياس معبئة بأصناف متنوعة من الموالح، كما تجوب سيارات (السوزكي) المحملة بأصناف الموالح (الفلش) أحياء المدن ويعلن الباعة عن أسعار بضائعهم المنافسة لأسعار المحامص.
وأمر طبيعي أن تختلف أذواق واختيارات المستهلكين للموالح والمكسرات، فمنهم من يفضل الشراء حصراً من المحامص، ومنهم من يضطر للشراء من البسطات والسيارات الجوالة التي تكون أسعار الموالح لدى باعتها أقل بنحو 30 بالمئة من أسعار المحامص، وما بين هذا وذاك يؤكد الكثير من المواطنين أن هناك فرقاً كبيراً بجودة الموالح المباعة والتي تميل كفتها لمصلحة المحامص التي تبيعها (تازا) وغير معرضة للرطوبة وعوامل الجو المختلفة.
أسعار مغرية
سمير يعرض تشكيلة منوعة من الموالح صمن بسطته أوضح خلال حديثه لصحيفة “الحرية” أن جل بضاعته من الموالح المستوردة من تركيا، مؤكداً أن جودتها وأسعارها تضاهي الموالح المحلية والدليل أن هناك إقبالاً لافت من المواطنين عليها، موضحاً أنه يبيع الكيس المعبّأ بتشكيلة من البزر والمكسرات “الإكسترا” بسعر 35 ألف ليرة، وكيس بزر دوار الشمس زنة نصف كيلو غرام يصل سعره إلى ١٥ ألف ليرة.
اختلاف الجودة
أحمد صاحب محمصة بحي الميدان أكد أن الزبون يدرك تماماً أن جودة الموالح والمكسرات ضمن المحامص لا تقارن بأي شكل من الأشكال مع جودة الموالح التي تباع على قارعة الطرقات، فصاحب المحمصة لا يبيع أبداً الموالح والمكسرات (المحنحنة)، فاسمه وسمعة المحمصة لا تسمح له ذلك على عكس بعض الباعة على البسطات والطرقات والسيارات الجوالة والذين لا يهمهم سوى بيع بضائعهم وتحقيق ربح من زبون عابر، مشيراً إلى بعض أسعار الموالح الشعبية لديه، فمثلاً يباع الصنف الممتاز من كيلوغرام الفستق العبيد بسعر 60 ألف ليرة، وسعر كيلو البزر الأبيض بين 60-70 ألف ليرة، أما بزر دوار الشمس فيباع بسعر يتراوح بين 45- 50 ألف ليرة، منوهاً بوجود اختلاف بأسعار الموالح حتى ولو كانت من نفس الصنف فمثلاً هناك أصناف عديدة لبزر دوار الشمس وكل صنف له سعر مختلف عن الآخر.
أسعار منطقية
بدوره، أكد رئيس الجمعية الحرفية للمحامص والموالح والمكسرات بدمشق عمر حمودة بتصريح خاص لصحيفة “الحرية” أنه ومع سقوط النظام البائد وزوال حواجزه التي كانت تفرض الإتاوات و”السمسرة” انخفضت أسعار الموالح والمكسرات لنسبة كبيرة جداً، كما انعكس توفر المحروقات وتحسن وضع الكهرباء وتوفر المواد الأولية بشكل إيجابي على أصحاب المحامص.
رئيس الجمعية الحرفية بدمشق: الأسعار انخفضت إلى النصف
ووفقاً لحمودة فإن نسبة انخفاض الأسعار حالياً وصلت إلى حدود الـ50 بالمئة، وأمر طبيعي انعكاس ذلك إيجاباً على نسبة إقبال المواطنين على الشراء، مضيفاً: أصبحت الأسعار منطقية والموالح باتت متاحة للمواطنين بعد أن كان شراؤها أيام النظام البائد أمر صعب المنال حتى وإن كانت من الأصناف الشعبية، واصفاً حركة المبيع بالجيدة خلال الأيام العادية، والجيدة جداً خلال المناسبات والأعياد، ولفت إلى أن أسعار الموالح والمكسرات لا يمكن توحيدها، فأمر طبيعي وجود اختلاف بأسعارها وذلك وفقاً للصنف والجودة ومكان وشهرة المحمصة.
التصدير متوقف
وفيما يتعلق بتصدير الموالح والمكسرات الوطنية، أوضح حمود أن حركة التصدير متوقفة حالياً ويتطلب الأمر إعداد ودراسة مناسبة لإقلاع عجلتها.
ولم يخف حمودة أنه وفي ظل عدم وجود إلزام يجبر الحرفيين بالانتساب للجمعية فإن عدد المنتسبين قليل جداً، إذ يقدر حالياً بنحو 140حرفياً، مؤكداً بالوقت ذاته بأن أعداد الحرفيين غير المنتسبين للجمعية أكبر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة، آملاً أن ينتسب جميع الحرفيين إلى الجمعية وأن تتوسع صلاحية ودور الجمعية فيما يصب في صالح الحرفيين.
وفيما يتعلق بالموالح والمكسرات التي تباع على البسطات والأرصفة، لم يخف حمودة بأن هناك كميات منها مجهولة المصدر ويثار عليها شكاوى المواطنين من ناحية الجودة، مؤكداً أن الموالح والمكسرات التي تباع ضمن المحامص أفضل ومضمونة أكثر من حيث الجودة والنوعية.