الحرية – سناء يعقوب:
ما بين تقنين وانقطاعات تستمر لأيام في الكثير من المناطق، يعيش الناس في انتظار كأس مياه عذبة، وإلا فإن سبيلهم الوحيد صهاريج مياه مجهولة المصدر وبتكلفة عالية!
على مدى سنوات طويلة، كانت مهمة وزارة الموارد المائية بيع الكلام والخطط الخلبية فقط، وبأن لديها خطة طوارئ في كل محافظة لمعالجة واقع مياه الشرب، وفي كل مرة كنا نسمع عن تبديل للشبكات لتخفيف الهدر، بينما الواقع كان لعباً على الوقت، ولا يتحقق أي شيء من إنجازاتهم المزعومة!
بطبيعة الحال، نحن نعيش زمن التحدي والصعوبات ومحدودية الموارد، والتحدي المائي مشكلة قديمة جديدة لا تنتهي، وهي من أولويات مشكلاتنا التي غابت عنها الحلول، حتى إننا نجهل مدى الاستفادة من المصادر المائية المتاحة، ولا نعلم حقيقة ومع غياب الأرقام واقعنا المائي!
لا شك أن الطلب على المياه يزداد وسط عجز مائي، وتعرض الكثير من المصادر للتلوث والضياع، وكما نسأل دائماً: ماذا عن تقييم مخاطر المياه؟ وماذا عن إدارتها وسلامتها؟ بل ما هو جديد وزارة الموارد المائية، وهل تكفي البيانات والخطط دون جدوى؟!
اليوم القطاع المائي وبعد زمن من الإهمال، يحتاج الدعم ويحتاج البحث عن البدائل والمصادر الجديدة، وخاصة مع قلة الهطلات المطرية وتلوث العديد من المصادر المائية السطحية والجوفية، ما زاد من المعاناة، والنتيجة كانت خروج العديد من الآبار من الاستثمار وجفاف بعض الينابيع حتى بات وضعنا المائي في خطر، وخاصة مع تزايد نشاط الزراعات المروية وغياب الإدارة السليمة للموارد المائية والاستخدام المستدام لها.
نعلم تماماً أن قطاع الزراعة والري يستهلك النسبة الأكبر من المياه المتوافرة، لذلك يجب اتخاذ إجراءات لضمان استدامة هذا المورد الطبيعي، وإيجاد سياسات مائية هدفها زيادة الإنتاج وﺗﺤﺴﯿﻦ ﻛﻔﺎءة استخدام المياه وﺗﺮشيدها، واﻋﺘﻤﺎد ﺳﯿﺎﺳﺎت ﻣﺎﺋﯿﺔ هدفها الحد ﻣﻦ الاﺳﺘﻨﺰاف وزﯾﺎدة ﻛﻔﺎءات الاستخدام، واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ مياه اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ، واستخدام اﻟﺘﻘﺎﻧﺎت الحدﯾﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺮي، وحتى ذلك الحين نحن بانتظار الاستراتيجيات المائية والمصادر البديلة. ويبدو حالياً أن زمن الكلام المجاني ذهب إلى غير رجعة وأن وقت العمل قد حان.
المياه ليست رفاهية!

Leave a Comment
Leave a Comment