انتشار النرجيلة بين المراهقين ظاهرة مقلقة.. تخالف القانون

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ وداد محفوض:
تزداد معدلات تدخين النرجيلة بين الشباب والمراهقين بشكل لافت، وأصبحت ظاهرة سلبية مقلقة، تتطلب تضافر الجهود للقضاء عليها والوصول إلى مجتمع خالٍ من التدخين.


ويُلاحظ ارتفاع نسبة المدخنين في السنوات الأخيرة، نتيجة التقليد الأعمى، وغياب دور الأسرة، والانقياد وراء رفاق السوء.
الطفلة آية علي -14 عاماً- صرحت لمراسلة “الحرية” بأنها تطلب النرجيلة بوجود والدتها وبالنكهة التي تحب، في أحد مقاهي مدينة طرطوس التي اعتادت العائلة ارتيادها.
وأكدت أن جميع أفراد عائلتها مدخنون، ولا ترى أي عيب في تدخين النرجيلة، بينما لا تستهويها السيجارة أبداً، وأن صديقاتها يقمن بنفس الطلب أمام أمهاتهن، معتبرات الأمر طقساً ممتعاً للتسلية والترفيه.
ليلى معلا 17 عاماً أشارت إلى أن النرجيلة أصبحت جزءاً من عاداتها وبرنامجها المسائي، سواء في المقاهي أو في البيت، وأنها تأخذ نرجيلتها الخاصة أينما ذهبت.
رويدة عثمان، 15 عاماً، ذكرت أن والدتها أم عصرية تتفهم احتياجات الشباب وتسمح لها ولإخوتها بطلب النرجيلة في المقاهي، لكل منهم نكهة يفضلها.
أما خالد المحمد -16 عاماً- فأكد أنه من محبي النرجيلة وأنه لم يعد صغيراً وأنه يستمتع بها مع أصدقائه، خصوصاً أثناء متابعة المباريات.
والدة الطفل فهد -12 عاماً- ذكرت أنه يدخن نفساً أو اثنين عندما يراها أو يرى أباه يدخنان، وأنها تسمح له بذلك للتسلية فقط، ولكنها مع الوقت أصبحت غير قادرة على منعه.
الشابة أليسار أحمد -20 عاماً- بينت أنها لا تعرف سبب تدخينها النرجيلة، لكنها تشعر أحياناً براحة نفسية عند استخدامها، وأصبحت عادة شبه يومية منذ ثلاث سنوات عند لقاء صديقاتها مساء.
وأكدت الطالبة سمر محمد أنها تجتمع مع زملائها حول عدة نرجيلات في حلقات نقاش وتسلية، وأن بعض الفتيات يلجأن إليها للتسلية والتقليد، أو للهروب من مشكلاتهم النفسية والاجتماعية.

خبيرة اجتماعية: للأسرة دور كبير في التوعية والرقابة

من جهته، أعرب عمر أحمد -55 عاماً- مدخن قديم، عن انزعاجه من رؤية المراهقين والفتيات الصغار يدخنون النرجيلة، وكأنها صديق لا يمكن الاستغناء عنه. مؤكداً أنه لا يسمح بوجودها في المنزل، وأن أولاده لا يدخنون أبداً.
مديرة إحدى المدارس في طرطوس، “أ. ك”، أشارت إلى الدور الكبير للمدرسة في تقديم النصح والإرشاد للطلاب وبالتعاون مع الأهل، وتوضيح أضرار التدخين عامة والنرجيلة خاصة، مؤكدة أن معظم حالات التدخين تقع خارج المدرسة، في الشوارع وأثناء تجمع الطلاب. وأضافت: إن مديرية الصحة والفرق الصحية الجوالة والمبادرات المجتمعية تعمل على التوعية والتحذير من مخاطر التدخين، وطرق الإقلاع عنه.
ورغم أن القانون يحظر تقديم النرجيلة للقاصرين دون سن الثامنة عشرة في المقاهي والأماكن العامة، ويعاقب المخالفون بغرامات مالية. إلا أننا نُلاحظ هذه الظاهرة في العديد من المقاهي، ما يستدعي تعزيز الرقابة والتوعية.
وفي هذا السياق أكد صاحب أحد المقاهي في طرطوس، “أحمد أ”، أن النرجيلة أصبحت موضة لدى المراهقين والشباب، ويقبلون عليها للتسلية مع الأصدقاء، وخاصة أثناء متابعة المباريات، مشيراً إلى حرصه على التأكد من سن الزبون أنه فوق الثامنة عشر. لكنه يرى أن بعض الأهالي يطلبون النرجيلة لأولادهم، ما يجعل المسؤولية تقع على عاتق الأهل وليست عليه.
من جهتها بينت المرشدة الاجتماعية آية عيسى أن الالتزام بالقانون ضرورة لحماية الشباب، وأنه يجب على الأهالي عدم تقديم النرجيلة لأبنائهم، لأن ذلك يهيئهم لممارسة هذه العادة منذ سن مبكرة ويزيد من مخاطرها على صحتهم.
وشددت عيسى على دور الأسرة في الرقابة التوجيهية اللينة، ومعرفة كيفية إقناع الأبناء بمخاطر التدخين والعادات الضارة، معتبرة أن الأسرة يجب أن تكون قدوة، حيث إن امتناع الوالدين عن التدخين يعزز تأثيرهم في الأبناء.
وأضافت: إن طلب منع التدخين من الأبناء في حين يمارسه الأهل أمامهم يؤدي إلى تقليدهم ومحاولة إظهار الكبر والاستقلالية، وهو فهم خاطئ يجب تصحيحه.
كما أشارت إلى ضرورة الانشغال بالأبناء، ومعرفة تفاصيل حياتهم اليومية، والتعرف إلى أصدقائهم، للحد من تأثير رفاق السوء الذين قد يدفعونهم لتبني عادات ضارة، مثل تدخين النرجيلة، والتي أصبحت تنتشر بشكل واسع بين المراهقين.

Leave a Comment
آخر الأخبار