الحرية – عثمان الخلف:
نظّمت الهيئة الوطنيّة للعدالة الانتقالية في سوريّة لقاءً حوارياً خاصاً، التقت فيه ذوي ضحايا النظام البائد و المفقودين و المُغيبين قسرياً، والمُختفين .
اللقاء الذي احتضنه مدرج مبنى المحافظة بدير الزور وجاء تحت شعار “تعزيز الحوار حول العدالة الانتقالية في سورية “، جرى خلاله التعريف بالهيئة وأهدافها وآلية عملها .
كما استعرض المعنيون معاني تشكيل الهيئة الوطنيّة للعدالةالانتقالية، مهامها، وآليات عملها، بالإضافة إلى أهداف العدالة الانتقالية في سورية، وخُصص جزءٌ من اللقاء للاستماع إلى رؤى وتطلعات ذوي الضحايا و المفقودين والمختفين قسرياً، والناجين والناجيات من آثار حرب النظام البائد، وأدلى عددٌ من رجال القانون بآرائهم حول مسار العدالة الانتقالية.
وفي تصريح للصحفيين أشار رئيس الهيئة الوطنيّة للعدالة الانتقالية عبد الباسط عبد اللطيف إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد صدور المرسوم الجمهوري بتشكيل الهيئة، وعقد عدة اجتماعات للهيئة، تم فيها توزيع العمل على اللجان المُشكلة في هذا السياق .
مُبيناً أنه تم الاتفاق على إجراء زيارات للمحافظات السوريٍة، لتأتي الزيارة الأولى اليوم إلى محافظة دير الزور.
وأكد عبد اللطيف أن هدف الزيارة بالدرجة الأولى هو لقاء الأهالي من ذوي الضحايا والمفقودين، والمُغيبين قسرياً، والمُختفين، والاستماع منهم بشكلٍ مباشر لآرائهم، بما يُمكننا من بناء رؤية واستراتيجية لعمل الهيئة الوطنيّة للعدالة الانتقالية في الأيام القادمة
من جانبه أوضح محمد أحمد حزرومة – عضو رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية ومسؤول ملف ” رد الحقوق وجبر الضرر ” أن هدف الزيارة لمحافظة دير الزور هو لقاء ذوي مختلف الضحايا، ورؤيتهم بشكلٍ مباشر، لمعرفة احتياجاتهم، وفهمهم لمعنى المُحاسبة، وكيف يرون مفهوم جبر الضرر، لافتاً إلى أن اللقاء تضمن في الأغلب طرح موضوع المفقودين، لافتاً إلى أن الرابطة على تنسيق وشراكة كاملة مع الهيئة الخاصة بالمفقودين، ونحن جئنا لنُجيب الناس عن أسئلتها من خلال برامج عمل واستراتيجيّة واضحة.
واستمعت الهيئة خلال اللقاء من ذوي الضحايا والمفقودين والمُختفين قسرياً لحالات تخصهم في هذا الشأن، حيث أشارت المواطنة هدى عليان إلى أن لديها شاب كان مُلاحقاً من قبل النظام المخلوع، اعتقله تنظيم ” داعش ” أثناء عبوره إلى منطقة الجزيرة، وبعد سيطرة ” قسد ” باتت سجون التنظيم في يدها : ” مضى على اختفاء ابني عشر سنوات، منذ العام 2015، وكُثر يؤكدون أنهم رأوه في أحد السجون، جئت هنا لأطالب بالكشف عن مصيره، آملاً من الهيئة متابعة ملفه، وسواه من الشباب ” .
وأكدت السيدة حنان محمود أن زوجها الشاب محمد البشعان، اعتُقل من قبل أمن النظام البائد في العام 2014، بعد السقوط بحثنا عنه في معتقلاته وسجونه، لكن بلا جدوى، وأمثال هكذا حالات لا تُعد ولا تُحصى، مُطالبةً بالوقوف على حقيقة أمره، وعلى الأقل تحقيق العدالة بمحاسبة كل من تسبب باعتقال أو قتل بريء نتيجة مواقفه من النظام الأسدي .
وسُجلت في دير الزور عدة مجازر ارتكبتها قوات النظام وأجهزته الأمنيّة، أبرزها مجازر أحياء القصور والجورة والرصافة، إبان اندلاع الثورة السوريّة، ناهيك عن الاعتقالات والتصفيات التي جرت لنشطاء الثورة، ومن المدنيين المؤيدين لها.
وكان السيد الرئيس أحمد الشرع أصدر المرسوم رقم 20 لعام 2025، والقاضي بإحداث الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، ويرأسها عبد الباسط عبد اللطيف، وزهرة نجيب البرازي نائباً له، وعضوية كل من : أحمد سيفو، جمانة رياض سيف، وحسن محمد جبران، وياسمين علي مشعان، محمد خير محمد أيوب، ومحمد إبراهيم الدغيم، وأحمد محمد حزرومة، ورند مروان صباغ، وفتاة محمد صقر، وتركي عبد العزيز عبد الحميد، ورديف مصطفى أنور
وأُسندت للهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية مهام رئيسية بينها، مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال سنوات الحرب، وجبر ضرر الضحايا والاعتراف بمعاناتهم.