الحرية – وليد الزعبي:
انخفضت أسعار الخضراوات الشتوية إلى مستويات قياسية تصل في معظمها إلى ما دون التكلفة، وهي إذا ما استمرت على هذا المنوال لا شك سترتب على الفلاحين خسائر كبيرة لا قدرة للكثيرين منهم على احتمالها.
ومن خلال تتبع الأسعار في أسواق هال درعا، يلاحظ على سبيل المثال أن المزارع يسوق جملة محصولي الملفوف والزهرة بقيمة بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ ليرة، والسبانخ ١٥٠٠ ليرة والخس ٦٠٠ ليرة والجزر بدون فرز ١٨٠٠ ومفروز ٢٥٠٠ ليرة والبطاطا بين ١٥٠٠ و ٢٠٠٠ ليرة.

وعبر عدد من الفلاحين لـ”الحرية” عن مخاوفهم لاحتمال تعرضهم للخسارة إذا ما استمرت الأسعار على واقعها الحالي، لافتين إلى أن تكاليف الزراعة عالية لجهة البذار والأسمدة والمحروقات، وكذلك جهة ارتفاع أجور اليد العاملة لقاء قلع المحصول وفرزه وتوضيبه وتحميله التي فاقت كل الحدود المعقولة، وتفرض بالمزاج من العمال مستغلين قلتهم واضطرار المزارع لقبولها مكرهين لعدم توفر خيارات بديلة أمامه، وكذلك ارتفاع تكلفة عمليات النقل بالشاحنات من أرض المزارع إلى الأسواق المركزية.
وعلى سبيل المثال، وصلت تكلفة قلع وغسل وفرز وتوظيب ونقل كيلو الجزر الواحد إلى ألف ليرة هذا عدا عن تكاليف الزراعة والبذار والأسمدة والري، وطبعاً بعملية الفرز يتم عزل الجزر المكسور والصغير الذي يباع بنصف السعر، وبذلك يذهب قسم ليس بقليل من الإنتاج نتيجة عملية الفرز ليباع بسعر بخس ما يقلل الجدوى.
وما يهم الإشارة إليه، يتمثل بالتفاوت الكبير بين السعر المنخفض الذي يبيع به الفلاح محاصيله في أسواق الهال والسعر الذي يشتري به المستهلك من أسواق خضار المفرق، حيث إنها في الأخيرة تصل إلى الضعف أو الضعفين، بمعنى أن انخفاض الأسعار يتضرر منه المزارع ولا ينتفع به المستهلك، والمستفيد هو التاجر في مختلف حلقات سلسلة وساطة التسويق.

يرى متابعون للشأن الزراعي أن كثافة العرض في ذروة الموسم هي سبب انخفاض أسعار الخضار الشتوية، وأكدوا أن الفلاحين يزرعون من دون الالتزام بالمساحات المخططة التي تحدد بشكل يراعي حاجة السوق المحلية، لأن الفائض في حال لم يجد أسواقاً خارجية لا شك سيزيد من العرض الذي يؤدي حتماً لانخفاض الأسعار، ونصحوا المزارعين بتحييد العشوائية الحاصلة في زراعة المحاصيل لتلافي احتمالات وقوعهم بالخسارة.
من جهته مدير التخطيط والتعاون الدولي في مديرية زراعة درعا المهندس حسن الأحمد أوضح في تصريح لـ”الحرية” أن المخطط من الخضار الشتوية على تنوعها يبلغ ٦٧٦هكتاراً بينما المنفذ ١٠٩٤ هكتاراً، والمخطط من البصل الشتوي ٩٠ هكتاراً والمنفذ ١٩٣ هكتاراً، أما الثوم فالمخطط ١١٣ هكتاراً والمنفذ ٣٨٠ هكتاراً.