انخفاض أسعار الشوكولا والسكاكر يُعيد إحياء تقاليد الضيافة في عيد الفطر

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:
مع اقتراب عيد الفطر، تبرز الحلويات والشوكولا كرموزٍ لا تنفصل عن مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث تُعتبر هذه المُنتجات جزءاً أصيلاً من طقوس الضيافة التي تجسد الكرم وصلة الرحم وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
هذا العام، شهدت الأسواق السورية تحولاً لافتاً مع انخفاض ملحوظ في أسعار الشوكولا والسكاكر بأنواعها، بما فيها “النوكا” و بعض الأصناف التركية، ما أعاد إحياء الإقبال الشعبي عليها، وخاصة مع تنوع قنوات البيع بين المحال التقليدية والبسطات الشعبية التي تقدم خياراتٍ عدة بأسعار تنافسية.

تحرير الأسواق وانتعاش القوة الشرائية عوامل دافعة للانتعاش، ويبين خالد عتمة، تاجر في سوق البزورية بدمشق، أن عيد الفطر هذا العام حمل مؤشرات إيجابية غير مسبوقة، حيث ساهمت عدة عوامل في تعزيز حركة السوق، أبرزها تحرير مناطق حيوية مثل حلب وانفتاح الأسواق الخارجية، ما أدى إلى زيادة المعروض من المنتجات وتنوّعها.
وأضاف عتمة: “بعد سنوات من التحديات، عادت عادة شراء الشوكولا والسكاكر بأنواعها بقوة، وخاصة مع انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 50% في بعض الأصناف، ووجود تشكيلة واسعة تناسب جميع الأذواق.
من جهته، أشار عثمان موالدي، صاحب محل لبيع الشوكولا، إلى تباين الأسعار وفقاً لجودة المنتج، إذ “تبدأ أسعار الشوكولا الشعبية من 20 ألف ليرة للكيس، وتصل إلى 50 ألف ليرة للكيلوغرام، بينما تُباع الأصناف المتوسطة الجودة بين 45 و75 ألف ليرة، ما يلبي احتياجات ذوي الدخل المحدود.

وربطت عليا الحمصي، ربة منزل، بين انخفاض الأسعار واستعادة التقاليد الاجتماعية: “لا يُمكن الاستغناء عن ضيافة الشوكولا، وخاصة مع فناجين القهوة التي تُجسد روح الكرم. اليوم، لدينا خيارات أوسع، بما في ذلك المكسرات بأسعار معقولة، والفواكه المجففة التي انخفض سعرها من 150 ألف ليرة إلى 75 ألف ليرة للكيلو الواحد.

تفاصيل الأسعار
من جهته، أشار مازن الحرفي، صاحب محل حلويات، إلى أن أسعار الشوكولا في السوق تتراوح للنخب الثالث (الجودة المتوسطة) بين 30-60 ألف ليرة للكيلو، والنخب الثاني بين 75-100 ألف ليرة، في حين تصل للنخب الأول (الفاخرة) إلى 150-250 ألف ليرة. و السكاكر تبدأ من 20 ألف ليرة للنخب الثاني، وتصل إلى 70 ألف ليرة للنخب الأول.
وسجلت “النوكا” وأصناف “الكرميلا” أسعاراً مقبولة بين 30-60 ألف ليرة، و”البسكويت” بين 15-25 ألف ليرة، بينما بلغ سعر “الراحة المحشية بالفستق الحلبي” 250 ألف ليرة، وباللوز 150 ألف ليرة.
و أشار الخبير الاقتصادي مهند محفوظ إلى تأثير “المنحة الرئاسية” في إنعاش القوة الشرائية، قائلاً: “ساهمت الإجراءات الحكومية في زيادة السيولة النقدية، رغم أنها لم تقبض بعد، لكن وجودها حوّل الحركة التجارية من ركودٍ إلى نشاط ملحوظ، لأن وجودها كان صمام أمان للكثيرين.
وأضاف محفوظ في تصريح لصحيفة الحرية: برزت الأصناف التركية كمنافس قوي في السوق المحلي، بفضل جودتها وأسعارها التي تبدأ من 20 ألف ليرة للكيس، ما عزز توجه الطبقتين المتوسطة والضعيفة نحوها.
كما لعبت البسطات الشعبية دوراً في تسهيل الوصول إلى المنتجات بأسعارٍ أقل من المحلات التقليدية، ما وسّع قاعدة المستهلكين
ونوه محفوظ بأنه رغم التفاؤل السائد، يبقى التساؤل حول استدامة هذه المؤشرات الإيجابية. وأرجع الانخفاض في الأسعار إلى زيادة المعروض وتحسن الظروف الأمنية، مشيراً إلى أهمية دعم القطاع الإنتاجي المحلي لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل.
ولفت إلى أن عيد الفطر يمثل هذا العام علامة بارزة في مسيرة التعافي الاقتصادي السوري، حيث تجتمع العادات الاجتماعية مع تحسن الظروف المعيشية، لترسم صورةً من الأمل في إعادة إحياء الدور الاقتصادي للطبقة المتوسطة، والتأكيد على أن الضيافة في العيد (الشوكولا) ليست مجرد حلوى تقدم، بل لغةٌ للترابط الاجتماعي.

Leave a Comment
آخر الأخبار